لا تحتل مكانته من القلوب والنفوس، كما تحدد أكثر الروايات موقف الخليفة الثاني من هذه المسألة.
ومهما كان الحال فقد عبثت الأيدي في الحديث بسبب هذا الموقف السلبي من تدوينه، ولعبت السياسة والطائفية دورهما البغيض في مرويات المحدثين من السنة والشيعة كما شاء لها الهوى والغرض خنى حدثت تلك الفجوة العميقة بين الفريقين، وأصبحت المجاميع الشيعية بنظر إخوانهم من السنة أداة طيعة لهدم الدين، وتشويه معالمه - لان أصحابها ورواة أحاديثها وضاعون كذابون على حد زعمهم، تفوح منم رائحة الرفض وتبدو من محتوياتها مبادئ التشيع الهدامة على حد تعبير بعضهم، والشئ الطبيعي في مثل هذه الحالات ان يكون لهذا التعصب اثاره السيئة في نفوس الشيعة التي تفرض عليهم ان ينظروا إلى صحاح السنة ومجاميعهم نظرة مليئة بالريبة والحذر والتشكيك لا سيما وهم يرون البخاري بصفته من أوثق المؤلفين عند السنة وكتابه من أصح المجاميع في الحديث لا يروي عن جعفر بن محمد الصادق ولا عن الأئمة سن ولده الأطهار، ويروي عن الأشرار والفجار كمعاوية ومروان بن الحكم وعمران ابن حطان الخارجي، الذي قرض عبد الرحمن بن ملجم وامتدحه لأنه قتل امام المسلمين وسيدهم عليا (ع) ويعتمد على العشرات ممن لم تتوفر فيهم الشروط التي تيسر للباحث الاطمئنان بصدور الحديث عن الرسول (ص) وغيره من اعلام الصحابة الذين اخذوا من الرسرل مباشرة، لهذا ولغيره من الأسباب والملابسات كان من المفروض على الشيعة ان يقفوا من مرويات السنة موقف المتحفظ الذي يريد ان يستوحي أقواله واعماله من الواقع الذي يحسه ويطمئن إليه، وإذا شذ بعضهم عن هذا المبدأ وتأثر بالاستفزازات الموجهة إلى الشيعة ووقف من مروياتهم موقفا سلبيا متنكرا لما فيها من الغرر والدرر فهو لا يعبر عن رأي الشيعة ولا يمثلهم في مثل هذه المواضيع.