دراسات في الحديث والمحدثين - هاشم معروف الحسني - الصفحة ٢٧٩
خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة وقال: هنا الفتنة وكررها ثلاثا من حيث يطلع قرن الشيطان كما جاء في ص 189 من المجلد الثاني.
وروى أيضا عن ابن عمر ان النبي (ص) قال: اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا. قالوا وفي نجدنا، فقال في شامنا ويمننا، قالوا في نجدنا يا رسول الله، قال هناك الفتن وبها يطلع قرن الشيطان (1).
وفى باب مناقب قرابة الرسول (ص) روى عن النبي (ص) أنه قال:
ابنتي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وانه قال: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني (2).
وروى عن عروة بن الزبير عن خالته عائشة ان فاطمة (ع) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من أبيها مما أفاء الله عليه في المدينة وفدك وما بتي من خمس خيبر، فقال لها: ان رسول الله قال: لا نورث ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال واني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله (ص)، فأبى أبو بكر ان يدفع إليها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر وهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي

(١) ص ٢٢٧ نفس المصدر، ولعل النبي (ص) يشير بقوله الفتنة ههنا وهو بجانب المنبر إلى أقرب البيوت إليه لان ههنا يشار بها للقريب كما تؤكد ذلك الرواية الثانية، ويدل على ذلك أيضا انه ذكر نجدا ولم يستعمل هنا أو ههنا بل استعمل كلمة هناك التي لا يشار بها الا للبعيد، وقد صدق (ص) فيما وصف به نجدا فان تاريخها ملئ بالفتن والمجازر ومشحون بالبدع والمنكرات في الماضي والحاضر، وجاء في فتح الباري ج 16 ان الفتن والبدع نشأت من تلك الجهة، ولا تزال مصدرا للفتن والبدع وركيزة من ركائز الاستعمار لضرب البلاد العربية التي تنشد الحياة الحرة الكريمة والتخلص من المستعمرين وأذنابهم الصهاينة أعداء البشر والانسانية.
(2) انظر ص 201 ج 2 وما بعدها.
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»
الفهرست