المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٣
فيه القلم على نفسه متهيبا فلا يستطيع ان يجري مترسلا لتشعب نواحيه، ورامي أطرافه، ومن ناحية ثانية لما أحيط بهذا الموضوع من أسلاك شائكة متشابكة الأطراف، لا يكاد ينتزع طرف منها حتى يلتقي بأطراف أخرى متحصنة بمتارك الزمن القاسي ومخلفات الأقلام المهوسة التي خلقت وراءها الزمن مظلما بالستائر الكثيفة والسحب الداكنة، تتصل بعهدها القديم المظلم.
ولكن.. سيف الظلم مفلول الحد، ودولته دائما إلى زوال، وان الحق مكفول لسائر الأجناس.. وفي الحق نور لا تخبو شعلته مهما أحاطوه بحصون كثيفة الجدر، وسوروه بزبر الحديد، ومهما تراكمت عليه الأصداء، وعبرت عليه الأزمان، ولا بد ان يخترق النور هذه الحجب ويكشف الظلمات..
وان السنين الطوال التي مرت تحمل سيف النقمة مسلولا لم يتسن لها ان تمس ذلك النور ولم تستطع ان تمد يدها إلى القلوب المستنيرة بنور الحق..
وان الأيدي العابثة بالحقائق التي أعقبت رسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن مرجوا لها ان تمتد إلى المبادئ السامية لتفسدها وما كانت الا أيد عابثة في جدها، هزيلة في احكامها غير مرجوة في نهايتها، كما لم تكن رشيدة في بدايتها.
وان تلك القلوب التي أغمضها ذل الاستبداد، وامتهنتها حكومات الاستبعاد لم تمت ولم تدفن ولم تهن ولم تتكل وإنما انفردت في زاوية من الزمن تعمل نشيطة في سبيل هدفها في ظلمات الاستبداد وتحت قوارع النكبات لا متوانية ولا كسله...
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... المقدمة 4 المقدمة 5 المقدمة 6 1 2 3 4 5 6 7 8 ... » »»