المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة المقدمة ٤
وكثيرون من رجال العلم فاترون دائبون على الفتور متقهقرون ماضون في التقهقر في حال تنذر بوخامة العاقبة التي ينظرون إليها كالمكتوب المهم يستهول عمق الهوة دون ان يفكر بوسيلة تحميه من هول الانحدار.
وأفضل ما يوضح ميزة الشعور بالواجب أن يمضي الرجل منا في قوم واقفين ان لم نقل في قوم راجعين.
ولا يصح اعتبار هذه الميزة ميزة - كما هو واضح - إلا حين يستمد بحث الباحث في التاريخ والمسائل النظرية القديمة من الحياة الحاضرة جدة في تبسيط الموضوع وأسلوب عرضه على نحو يحييه احياء يلائم مناحي التفكير الحاضر.
وقد عرفنا رجالا مكثرين لا يغنيهم الا كثار شيئا وراء تضييع الأيام في انفاقها على نسخ كتب قديمة ينشرونها من أجداثها كما تنشر العظام البالية من أجدلتها مشوهة شائهة دون ان يسبلوا عليها رداء أو يكسوها بعمل فني حديث يجعل نشرها عملا مشروعا.
فنحن حين نسجل للشيخ عبد الله ميزة في مؤلفاته المستمدة من الفكر الاسلامي وتاريخه نحافظ على الدقة بالتعبير ونلمح به إلى صنعه الخاص في أبحاثه التي يلبسها من فكره وجهده ورأيه ما يشفع بالعودة إليها باعتبارها فكرة متصلة بحياتنا اتصالا مركزا بنظر المتجردين الأحرار.
ولي كلمة أحب ان أقولها في هذا السياق بهذه المناسبة وهي ان - التاريخ - بأشمل مداليله - من كل أمة جزء من حاضر كل أمة والعودة إليه عمل لاغناء عنة في بناء النهضات أو ضع استمرارها. وعلى ذلك فمعالجوه طبقة لابد منها حين توزع اعمال الحياة الحاضرة لان حذفها حذف لحلقة من
(المقدمة ٤)