المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٢
وان حياة كل واحد منهم تتصل بحياة رسول الله صلى الله عليه وآله، ووجوده الكامل يتصل بوجوده (ص) المثالي وفضائله تتصل بفضائله، من الساعة الأولى التي انفصلوا فيها من وجود واستقرار في وجود آخر.
هذه حقيقة ثابتة يستطيع القارئ ان يراها من خلال حياتهم، وان عرضا موجزا لحياتهم كفيل بان يرينا انه بعد النبوة لا نجد فواصل أخرى بين كمال وجوده (ص) وكمال وجودهم، وان الله تعالى أعدهم للانسانية في أعلى مثاليه كما أعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل.
وفي الحق انهم المعجزة الخالدة التي كشف الزمن ذيله عنهم، فجاءوا في وسط المعترك الهائج وليسوا منه، وجاءوا بين طرفي الزمن وليسوا من الزمن وإنما هم اشعاعة من نور الله افاضه على هذا الوجود وعلى هذه الانسانية المعذبة يشق الطريق ليهديها في كل أجيالها إلى الخير والسعادة، والى المثل العليا من الكمالات النفسية.
موضوع هذا الكتاب ناحية واحدة من نواح كثيرة، وآية واحدة من كتاب الله المجيد من بين آيات كثيرة هي آية المباهلة:
" فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم، فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ".
هذا موضوع هذا الكتاب. وان موضوعا كهذا الموضوع ينكمش
(٢)