المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ١٦
عائدا إلى العراق المأوى الذي خرج منه ولكن مع الأسف لم يكن بالحسبان ان الكتاب يحبس في زاوية من زوايا الكمرك في العراق ثم يحرق.
أحرق الكتاب فكانت الصدمة عنيفة جدا وعلمت آنئذ ان الحق لا يزال سجيا في قفصه وكل ما يستطيع ان يفعله فعل الأسود في المحبس الضيق، وعلمت أيضا ان العلم لا يزال في محبسه الضيق تحوطه سيوف السياسة ورماحها ولم يتهئ له الانطلاق والتحرر لان اللحظة المرجوة لبروز العلم والحقائق لم يأت وقتها.
وفي يوم من أيام سنة 1366 كنت جالسا في مكتبة الجامعة في بغداد مع جماعة من أهل الفضل والأدب وكان الحديث متنوعا لم تحدد أطرافه وإذا بالأستاذ.. وهو أحد المحامين المطلعين يدخل علينا ولم يمهلنا نحن الجالسين لحظة واحدة لنعطيه مكانه من مجلسنا وإنما توجه إلي بالسؤال التالي:
" أرأيت كتاب الاقبال؟...
استقبلت السؤال بهدوء. ولماذا؟! وما في الاقبال؟ كأنه كتاب يقرؤه أولئك البررة الذين يجأرون إلى الله بالدعاء فان فيه اعمال الشهور وادعيتها فهل أنت ممن يقرأه - " ان فيه حديث مؤتمر وفيه أدب جم وتاريخ أهملته كتب التاريخ وفيه التعريف بفضل أهل بيت النبوة آل رسول الله (ص) الذين غمط حقهم المؤرخون.. أخرجه.. أخرجه للناس وللمستشرقين ".
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»