المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ١٣
جلجل الصوت في سمعي فان الدعوة جميلة ومنبعثة عن شعور قلب كبير استوعبت مشاعري ووعاها سمعي وبصري، لأنها دعوة الخير مست القلب فتحرك، وقرعت السمع فوعاها الذهن، ولكنها رهيبة! أمن المستطاع ان تقرن بالتلبية؟. أم هي عصيه على هذا القلم القاصر؟!...
لقد حبست نفسي على نشر الحق، وأوقفت هذا القلم - ان صح التعبير - على نشر الحق أيضا غير اني لست من أهل الهمم العالية الذين يقرنون الدعوة بالتلبية ولكن الصوت العالي المنطلق في الفضاء من الرجل الكبير كان رنانا عذبا مشت على نعماته النفس، وتحركت فيها البواعث القوية لاخراج هذه الصورة عن مؤتمر نجران التي حملها إلينا السيد ابن طاووس، ولكنها مقدمة بأحاديث معقبة بشروح وحواشي، غير أنها رغبة أبت ان تحققها الأيام وانحسر الستر عن القضاء فإذا هو باسم ساخر!...
وكيف مضى الزمن والفكرة لم تحقق!؟
وليس عجبا ان تبقى الفكرة طوال هذه المدة إذا كانت مقودة بزمام القضاء والقدر ولكن الفكرة لم تتزحزح عن مكانها الذي ولدت فيه، وإنما ركدت تحت أكداس من رماد القضاء.
لم يتغير المبدأ الذي اتخذته لنفسي منذ تنسمت الحياة العملية في ميادين الأعمال، ولم تتبدل الفكرة إنما برزت بروزا واضحا منذ سمعت الصوت من الرجل الجليل واخذت أمهد السبل بالمطالعة والبحث عن يوم المباهلة، وإذا
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»