يكن مستندا إلى قاعدة إسلامية أو تصريح من الرسول.
وكذلك ما قرره الاجتماع لم يكن إلا قرارا خاطفا تحكمت فيه العواطف في المبدأ والمنتهى، وليس فيه مجال الرجوع إلى النص. وإلى هنا نستطيع أن نرجع إلى ما قلناه في التمهيد أنه كيف تفسر الآية بحوادث السقيفة وأرجو من القارئ أن يرجع من جديد إلى بحث السقيفة ليأخذ بأطراف الموضوع على ضوء هذه النتيجة.
ومن نفس الحادثة نستطيع أيضا أن نؤيد النص على الإمام علي عليه السلام، لأن ما ورد فيه من تلك النصوص لو لم تكن لتعيينه خليفة وكانت لمجرد الثناء وبيان فضله ولم يكن الاجتماع لاستغلال الفرصة لمخالفة النص وكان اجتماعا طبيعيا شرعيا - لو لم يكن كل ذلك لوجب أن يكون هذا الرجل الذي هو من النبي بمنزلة هارون من موسى في مقدمة المجتمعين وعلى رأسهم ومعه أهل بيته ولما كان ينعقد الاجتماع ولا يقرر فيه شئ من دون مشورته وموافقته ولكن - كما سبق - كل ذلك لم يقع. بل الحادثة من مبدأها إلى منتهاها أخذت على أن تقع على غفلة منه ومن بني هاشم إلى آخر لحظة منها وأهمل شأنهم وكأنهم لم يكونوا من المسلمين أو لم يكونوا من الحاضرين إلا بعد أن تم كل شئ.