أرجو أن يعيش رسول الله فيدبرنا ويكون آخرنا موتا " (1).
فأين هذا الرجاء الفاتر من تلك الصرخة المعلنة وذلك الحلف والتهديد وطعن القائل بموته بالإرجاف؟ وأين هذا الاعتذار الهادئ من تلك الدعوى الثائرة؟
إن لك لسرا عظيما!
يبدو لي أن عمر كان أبعد من أن يظهر بهذه السهولة لقارئي هذه الحادثة. ومن البعيد جدا وفوق البعد أن يعتقد مثله أن النبي لا يموت يوم مات، وهو الذي قال في مرضه - كما سبق - بكل رباطة جأش: " إن النبي قد غلبه الوجع... حسبنا كتاب الله ". فأي معنى تراه لقوله " حسبنا " لرد الكتاب الذي أراده النبي لأمته بعد موته، لو لم يكن معتقدا أنه سيموت وأن كتاب الله يغني عن أي شئ آخر يريد أن يقرنه النبي به وهل تراه قال ما قال دهشة بالمصيبة؟ فما باله لم يعتذر بذلك بعد يوم وقد سمعت اعتذاره! بل ما باله لم يزد دهشة