النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٥٥٨
ومن ألم ممعنا في أقواله وأفعاله، في حله وترحاله، يجد الكثير منها متواليا في الدلالة على ذلك، من أول أمره إلى منتهى عمره. وقد استمر في بثها بأساليبه الحكيمة العظيمة ثلاثا وعشرين سنة، منذ بعث بالحق إلى أن لحق بالرفيق الأعلى، يشيد بخصائصه فيرفع بذلك ذكره، ويوليه من الثناء عليه في كل مناسبة ما يعظم به قدره.
وقد صدع بالنص عليه في أوائل بعثته صلى الله عليه وآله قبل ظهور دعوته في مكة، حين أنذر عشيرته الأقربين على عهد شيخ البطحاء وبيضة البلد عمه أبي طالب في داره، فقال لهم - وقد أخذ برقبة علي وهو أصغر القوم سنا -: " إن هذا أخي ووصيي، وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا.. " الحديث (888).

(٨٨٨) أوردناه - مع الإشارة إلى أسانيده ومصادره من كتب الجمهور - في المراجعة ٢٠ وأثبتنا تصحيح الجمهور له في المراجعة ٢٢ من كتاب المراجعات، فلا يفوتن باحثا مراجعتهما معا فإن هناك الفوائد والعوائد. ولا تنس ما في قوله صلى الله عليه وآله لعشيرته الأقربين - وفيهم أعمامه أبو طالب وغيره -: فاسمعوا له وأطيعوا، من وجوب السمع والطاعة عليهم كافة لعلي في حياة النبي صلى الله عليه وآله الأمر الذي دل على أنه كان من يومئذ من رسول الله بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بنبي (منه قدس).
حديث الدار يوم الإنذار:
هذا من صحاح السنن المأثورة.
راجع: تاريخ الطبري ج ٢ / ٣١٩ - ٣٢١، الكامل لابن الأثير ج ٢ / ٦٢ و ٦٣، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٣ / ٢١٠ و ٢٤٤ وصححه ط مصر بتحقيق أبو الفضل، السيرة الحلبية ج ١ / ٣١١، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ٥ / ٤١ و ٤٢، شواهد التنزيل للحسكاني ج ١ / ٣٧١ ح ٥١٤ و ٥٨٠، كنز العمال ج ١٥ / ١١٥ ح ٣٣٤ ط ٢، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج ١ / ٨٥ ح ١٣٩ و ١٤٠ و ١٤١، حياة محمد لمحمد حسين هيكل ص ١٠٤ الطبعة الأولى سنة ١٣٥٤ ه‍ وفي الطبعة الثانية وما بعدها من طبعات الكتاب.
حذف من الحديث قوله صلى الله عليه وآله: " وأن يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم ".
ومن راجع الطبعة الأولى والطبعات التي بعدها وراجع جريدة السياسة المصرية لمحمد حسين هيكل ملحق عدد (٢٧٥١) بتاريخ ١٢ ذي القعدة سنة ١٣٥٠ ه‍ ص ٥ وص ٦ من ملحق عدد (٢٧٨٥) رأى الحقيقة كاملة فإنه في الطبعة الأولى والجريدة ذكر الحديث تاما وفي الطبعات الأخرى من الكتاب حرفه.
كما أن الطبري ذكر هذا الحديث في تفسيره ج ١٩ / ١٢١ ط ٢ ولكن المؤلف أو الطابع حرف آخر الحديث وذكر بدله " إن هذا أخي وكذا وكذا ".
وذكر الحديث أيضا:
الجاوي في التفسير المنير لمعالم التنزيل ج ٢ / ١١٨ ط ٣، الخازن في تفسيره ج ٣ / ٣٧١ و ٣٩٠. ولأجل المزيد على بقية المصادر راجع كتاب المراجعات وكتاب سبيل النجاة تحت رقم (459) ففيه كفاية.
(٥٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 550 551 552 553 557 558 559 560 561 562 563 ... » »»