النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ١٢٩
قال: ولقد كان المسلمون في حاجة إلى سيف خالد، وكانوا في حاجة إليه يوم استدعاه أبو بكر وعنفه، أكثر من حاجتهم إليه من قبل، فقد كان مسيلمة باليمامة، على مقربة من البطاح، في أربعين ألفا من بني حنيفة، وكانت ثورته في الإسلام والمسلمين أعنف ثورة (1) فمن أجل مقتل مالك بن نويرة أم من أجل ليلى الجميلة التي فتنت خالدا، وتتعرض جيوش المسلمين لتغلب مسيلمة عليها (2)؟ ويتعرض دين الله لما يمكن أن يتعرض له، إن خالدا آية الله، وسيفه سيف الله، فلتكن سياسة أبي بكر حين استدعاه إليه أن يكتفي بتعنيفه (3) وأن يأمره في الوقت نفسه بالمسير إلى اليمامة ولقاء مسيلمة (177).
قال هيكل: ولعل أبو بكر إنما أصدر أمره إلى خالد يومئذ بالمسير للقاء مسيلمة، ليرى أهل المدينة " ومن كان على رأي عمر منهم خاصة ". أن خالدا

(1) تكرر هذا المعنى من الأستاذ. وتكرر الجواب منا عنه والآن نعود فنقول:
كان في الإمكان استبداله. بقائد ممن هم أمثاله ولو فرض انحصار الأمر به فهل تبطل حدود الله بذلك؟ كلا بل تؤجل، وإذا فما الوجه في تعطيلها بالمرة، حتى كأن لم يكن هناك جناة ولم تكن جنايات! (منه قدس).
(2) نعم يعزل ويقتل فورا بحكم الله عز وجل على القاتل بالقتل والزاني المحصن بالرجم فإذا كان في تعجيل إقامة الحد عليه خطر، تؤجل الحدود إلى أن يزول الخطر ولا يجوز إلغاؤها إجماعا وقولا واحدا (منه قدس).
(3) لكن الله عز وجل لم يكتف بذلك، والنصوص صريحة بالقتل والرجم. لكن أبا بكر الصديق تأولها فقدم في مقام العمل رأيه عليها وبهذا كانت من موارد موضوعنا " الاجتهاد مقابل النص " (منه قدس).
(177) ولأجل معرفة بطلان هذه الأراجيف راجع: الغدير للأميني ج 7 / 161 - 169.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»