النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ١٠٨
قال: ما قطعوه.
قال: سبحان الله.
ثم جاء آخر فقال: قد قطعوا النهر فذهبوا.
قال علي: ما قطعوه ولا يقطعونه وليقتلن دونه عهد من الله ورسوله.
ثم ركب فقال لي: يا جندب إني باعث إليهم رجلا يدعوهم إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم، فلا يقبل عليهم بوجهه حتى يرشقوه بالنبل، يا جندب: أنه لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة.
ثم قال: من يأخذ هذا المصحف فيمشي به إلى هؤلاء القوم فيدعوهم إلى كتاب الله وسنة نبيه وهو مقتول وله الجنة، فأجابه شاب من بني عامر بن صعصعة فخرج الشاب بالمصحف إلى القوم. فلما دنا منهم نشبوه.
فقال علي: دونكم القوم.
قال جندب: فقتلت بكفي هذه ثمانية قبل أن أصلي الظهر، وما قتل منا عشرة، وما نجا منهم عشرة كما قال علي " (146) والحمد لله.
[المورد - (12) -:] قتال المتريثين في النزول على أمر أبي بكر في أمر الزكاة لارتيابهم في ولايته عن رسول الله صلى الله عليه وآله لا في افتراضها عليهم.
وكان أبو بكر (147) قد جمع الصحابة يستشيرهم في قتال هؤلاء فكان

(١٤٦) ظهور الحق لجندب بعد أن اطلع على حقائق الخوارج:
راجع: كنز العمال ج ١١ / ٢٨٩، مجمع الزوائد ج ٦ / 242.
(147) فيما رواه الثقات الأثبات من حفظة الآثار فراجع الفصل الخامس أو ص 104 من كتاب الصديق للأستاذ الكبير المتتبع هيكل (منه قدس).
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»