لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٤٧
يدفع إليهم المال ويقول لهم استعينوا به على حرب عدوكم ويعلمهم انه من أهل حمص ويظهر لهم انه منهم وقال له انك لو قد أعطيتهم المال اطمأنوا إليك ووثقوا بك فتردد إليهم حتى تعرف مقر مسلم وتدخل عليه فجاء معقل حتى جلس إلى مسلم بن عوسجة الأسدي في المسجد الأعظم وهو يصلى فسمع قوما يقولون هذا يبايع للحسين (ع) فقال له معقل اني امرؤ من أهل الشام أنعم الله على بحب أهل هذا البيت ومن أحبهم وتباكى له وقال معي ثلاثة آلاف درهم أردت بها لقاء رجل منهم بلغني انه قدم الكوفة يبايع لابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فاغتر ابن عوسجة بذلك فاخذ بيعة واخذ عليه المواثيق المغلظة لينا صحن وليكتمن ثم ادخله على مسلم فاخذ بيعة وامر أبا تمامة الصائدي بقبض المال منه وهو الذي كان يقبض أموالهم وما يعين به بعضهم بعضا ويشترى لهم به السلاح وكان بصير أو فارسا من فرسان العرب ووجوه الشيعة واقبل معقل يختلف إليهم فهو أول داخل وآخر خارج حتى فهم ما احتاج إليه ابن زياد فكان يخبره وقتا وقتا وبلغ الذين بايعوا مسلما خمسة وعشرين الف رجل فعزم على الخروج فقال هاني لا تعجل وخاف هاني عبيد الله على نفسه فانقطع عن حضور مجلسه وتمارض فسأل عنه ابن زياد فقيل هو مريض فقال عن علمت بمرضه لعدته ودعا محمد بن الأشعث وأسماء بن خارجه وعمرو بن الحجاج الزبيدي
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»