القول الصراح في البخاري وصحيحه الجامع - الأصبهاني - الصفحة ٥٣
رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فقال: هذا ولد عاق فلما انتبهت صرت لا ألقى من بني حسين أحدا إلا بالغت في اكرامه، ثم قال: قال التقي المقريزي: وعندي عدة حكايات صحيحة مثل هذا في حق بني حسن، وبني حسين، فإياك والوقيعة فيهم وان كانوا على أي حالة لأن الولد ولد على كل حال صلح أو فجر (1).
وأيضا في ذلك الكتاب، ورأى الشيخ المحقق العارف المدقق أبو العباس المديني المغربي: فاطمة الزهراء رضي الله عنها كشفا، وهي تقول في أشراف يبغضون الشيخين: أنفك معك وإن كان أجذع.
وقال ملك العلماء شهاب الدين أحمد بن عمر الهندي الدولت آبادي صاحب «البحر المواج في التفسير والإرشاد» في النحو، و «بديع البيان والمعاني» وغيرها، وهو من عظماء أهل السنة وعلمائهم كما صرح به بعضهم، ويعرف أيضا من كتاب «كشف الظنون»، و «سبحة المرجان»، و «تسلية الفؤاد»، وغيرها، قال في رسالة «مناقب السادات» ما هذا لفظه... (2).

١. فضل آل البيت للمقريزي: ١١١، رشفة الصادي: ٢٦٣.
٢. ذكر المؤلف فقرات باللغة الفارسية تعريبها كما يلي: لو أقر شخص على نفسه الإسلام وآمن بجميع شرائعه وعمل به ثم أهان علويا وخاطبه بالتصغير «عليويا» فقد كفر.
وهكذا حال من أبغض محبوب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولو تقول بقوله استخفافا: «كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يحب اليقطين وأنا لا أحب» فإنه أيضا كافر.
وعلى ذلك حال من تكبر على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وتكبر على أحد من أهله.
فاعلم، أن التكبر والتحقير والظلم بالنسبة إلى الولد يعود إلى الوالد بحكم العقل والشرع والدين والحس، وهو أمر ثابت معلوم على كل ذي مسك، وعند كل من تربى في حجور الأمهات الصالحة بالتربية الصحيحة.
نعم الإهانة إلى العبد وإن كان نسله من الكفار يسري إلى صاحبه، ولا يخفى ذلك على أحد، لأنك لو سألت المبتدئين المشتغلين بعلوم العربية وقراء الكافية في تركيب «زيدا ضربت غلامه» كانت في التقدير «أهنت» والإهانة يكون على زيد في ضرب غلامه.
فما تقول، وما تحتسب!؟ أن الإهانة إلى خف العالم بأنه نجس، مع أنه يصنع من جلود البقر والحمار، وذلك أيضا كفر.
فكيف بإهانة أحد من أولاد المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي هو جزء له ومن صلبه ونسله؟!
حاش لله لا يظنه أحدا.
وفي كتاب «تذكرة الأولياء» يقول: من آمن بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا يؤمن بأولاده - أي يتكبر بالنسبة إلى أهل بيته - فحكمه حكم من لم يؤمن بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لأن في كتاب «زاهدي» و «عياني» يقول: «المؤدة لأولاد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هي شرط الإيمان».
وهكذا فيه بعد ذكر حديث: «حبك في شيء يعمي ويصم ويبكم» يقول: ونتيجة الكلام أن المودة لأولاد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ضروري بالنسبة إلى جميع أولاده نسبا من دون خصوصية إلى أخيارهم لأن لفظة «القربى» في الآية المباركة مطلقة، فلا تنحصر في خواصهم حتى يقول أحد: المقصود بلزوم المودة لأولاد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - أعني، أخيارهم، وهكذا الامتثال لأمر الله المنزل في القرآن، وهذه المودة التي كانت من أصول الطاعة.
فلو نظرت إلى مسيئهم في ارتكاب المعاصي وصار ذلك إلى عدم رعاية حقوقهم وقد شبهت نفسك بمن جن عليه، ترك الصوم والصلاة لما سبه شخص ولشدة غضبه عليه يترك الصوم والصلاة، لأنه يتدارك بذلك من خصومه!!
وكذا فيه: يقول الشيخ أحمد البخاري: من كان له محبة لأولاد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من فطرته وقلبه فيشمله العطية والمغفرة من ربه، ومن لم يكن من فطرته وقلبه بل يكتسب ولم يتعب نفسه ولا يجهد فهو الذي باعد عن رحمة الله وطرد مرجوما وإن كان يمسح جبينه على الأرض من الصباح إلى المساء، وعلم علم الأولين والآخرين لا ينفعه ولا يعتمد عليه، فرب عالم زاهد لا يتقرب بذلك.
فمن علائم الإيمان مودة أولاد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، ومن آثار المودة أنه يسره رؤيتهم.
وفيه أيضا: أن ايذاء العلوية ايذاء لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -. وفي الباب أحاديث كثيرة لا نذكرها اقتصارا.
فإيذاء أولاد الحسين - عليه السلام - ايذاء للنبي ولعلي وفاطمة، وايذاءهم بنص الأحاديث يوجب الكفر والملعنة اتفق أهل السنة والجماعة على كفر واللعن على قاتل الحسين، وأمره هكذا في السنة والتشريع، وبعد ذكر الحديث: «يا علي أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن ايماننا، وشمائلنا وذرياتنا خلف أزواجنا» قال: لو سئل: ان تأويل هذا الحديث هو أن المؤمنين أولاد المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - يدخلون الجنة خلف أزواج النبي.
نقول في جوابه: يحرم على المقلد تأويل الأحاديث، لأنه أقصر من القاصر، ولا يصح هذا التأويل حتى من المجتهدين لأنه خلاف للبشارة من النبي، وموجب لإجمال كلامه - صلى الله عليه وآله وسلم - ويسقط بذلك، لأن البشارة لا يقبل الاحتمال والترديد.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم: آية الله جعفر السبحاني الف
2 مع الإمام البخاري في صحيحه الف
3 ترجمة شيخ الشريعة الإصبهاني ح
4 شيخ الشريعة وثورة العشرين يب
5 شيخ الشريعة وكتبه العلمية يج
6 كلمة المحقق يد
7 مقدمة المؤلف 15
8 الفصل الأول الإلزامات 23
9 المعاند وروايات المناقب 25
10 الأمر الأول: البخاري وعدم روايته عن الصادق (عليه السلام) 39
11 مع العترة الطاهرة 45
12 الأمر الثاني: يحيى بن سعيد القطان 69
13 الأمر الثالث: اعتقاد البخاري بخلق القرآن 73
14 الأمر الرابع: التعريف بالبخاري 89
15 الفصل الثاني الروايات المتكلم فيها 103
16 حديث: خطبة عائشة 105
17 نسبة الخلاف إلى إبراهيم 109
18 نسبة الخلاف إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 115
19 حديث: احراق بيت النملة 116
20 حديث: تفضيل الخلفاء وتكذيب رواته 118
21 حديث: ليلة الإسراء 120
22 حديث: تفضيل زيد بن عمرو بن نفيل على النبي (صلى الله عليه وآله) 124
23 حديث: «كذب إبراهيم ثلاث كذبات» 131
24 حديث امتناع علي بن أبي طالب عن صلاة الليل 132
25 ابن التيمية وطاعة أولى الأمر 140
26 ابن حجر العسقلاني ومعرفته بابن تيمية 142
27 ابن حجر المكي ومعرفته بابن تيمية 145
28 حديث: خطبة بنت أبي جهل 149
29 حديث: الإستقساء للكفار 152
30 حديث: أخذ الأجرة على القران 154
31 حديث: فيه تكذيب (وإن طائفتان...) 155
32 أبو حنيفة يكذب حديث أبي هريرة 157
33 ابن حزم وتكذيب حديث المعازف 160
34 الفصل الثالث مشاهير الرواة في حديث السنة 163
35 عبد الله بن عمر بن الخطاب 165
36 عبد الله بن عمر لم يبايع علي بن أبي طالب 166
37 عبد الله بن عمر وبيعته ليزيد والحجاج 167
38 عبد الله بن عمر يخالف علي بن أبي طالب 170
39 عبد الله بن عمرو بن العاص 175
40 عمرو بن العاص ومعاوية 178
41 عبد الله بن عمرو بن العاص في كلام معاوية 181
42 عبد الله بن الزبير 181
43 عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس 195
44 عبد الله بن الزبير وخدعته لعائشة 197
45 عبدلله بن الزبير ومحاصرته لبني هاشم 203
46 أبو موسى الأشعري 209
47 أبو موسى كان مخالفا لعلي بن أبي طالب 214
48 أبو هريرة الدوسي 226
49 أبو حنيفة يطعن على أبي هريرة 233
50 سبط بن الجوزي 237
51 المصادر والمراجع 241