رسائل الشهيد الثاني (ط.ق) - الشهيد الثاني - الصفحة ٩٥
صلى الله عليه وآله بطريق أهل البيت عليهم السلام أنه قال إن يوم الجمعة سيد الأيام تضاعف فيه الحسنات وتكشف فيه الكربات وتقضى فيه الحاجات العظام وهو يوم المزيد لله فيه عتقاء وطلقاء من النار ما دعاه الله فيه أحد من الناس وعرف حقه وحرمته الا كان حقا على الله تعالى ان يجعله من عتقائه وطلقائه من النار وما استخف أحد بحرمته وضيع حقه الا كان حقا على الله تعالى ان يصليه نار جهنم الا ان يتوب و عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم الجمعة وفى معناه اخبار كثيرة دلت على أنه أفضل الأيام مطلقا وقد وردت أيضا بان الصلاة اليومية من بين العبادات بعد الايمان أفضل مطلقا وناهيك فيه بما رواه معوية بن وهب في الصحيح قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى ربهم وأحب ذلك إلى الله عز وجل ما هو فقال ما اعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة الا ترى إلى العبد الصالح عيسى ابن مريم عليها السلام قال وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وورد أيضا ان أفضل الصلوات اليومية الصلاة الوسطى التي خصها الله تعالى من بينها بالامر بالمحافظة عليها بعد أن أمر بالمحافظة على سائر الصلوات المقتضى لمزيد العناية بها وشدة الاهتمام بفعلها و أصح الأقوال ان الصلاة الوسطى هي صلاة الظهر وصلاة الظهر يوم الجمعة هي صلاة الجمعة على ما تحقق أو هي أفضل فرديها على ما تقرر وقد ظهر من جميع هذه المقدمات القطعية ان صلاة الجمعة أفضل الأعمال الواقعة من المكلفين بعد الايمان مطلقا وان يومها أفضل الأيام فكيف يسع الرجل المسلم الذي خلقه الله تعالى لعبادته وفضله على جميع بريته وبين له مواقع امره ونهيه وعرضه بذلك للسعادة الأبدية والكمالات النفسية السرمدية وارشده إلى هذه العبارة المعظمة السنية ودله على
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست