رسائل الشهيد الثاني (ط.ق) - الشهيد الثاني - الصفحة ٩٦
مثوبتها العلية ان يتهاون في هذه العبادة الجليلة ويضيع هذه الجوهرة الأثيلة التبيلة أو يتهاون بحرمه هذا اليوم الشريف والزمن المنيف ويصرفه في البطالة وما في معناها فان من قدر على اكتساب دره يتيمة قيمتها مأة ألف دينار مثلا في ساعة حفيفة فاشتغل عنها باكتساب خرقه قيمتها فلس يعد عند العقلاء من جملة السفهاء الأغنياء وأين نسبة الدنيا بأسرها إلى ثواب صلاة فريضة واحدة مع ما قد استفاض بطريق أهل البيت عليهم السلام ان صلاة فريضة أفضل من الدنيا وما فيها وان صلاتها خير من عشرين حجة وحجة خير من بيت ذهب يتصدق به حتى يفنى الذهب فما ظنك بفريضة هي أعظم الفرايض وأفضلها هذا على تقدير السلامة من العقاب والابتلاء بحرمان الثواب فكيف بالتعرض لعقاب ترك هذه الفريضة العظيمة والتهاون في حرمتها الكريمة مع ما سمعت من توعد الله تعالى ورسوله وأئمته عليهم السلام بالخسران العظيم والطبع على القلب والدعاء عليهم من تلك النفوس الشريفة بما سمعت إلى غير ذلك من الوعيد وضروب التهديد على ترك الفرائض مطلقا فضلا عنها وتعلل ذوي الكسالة وأهل البطالة المتهاونين بحرمة الجلالة في تركها بمنع بعض العلماء من فعلها في بعض الحالات مع ما قد عرفت من شذوذه وضعف دليله معارض بمثله في الامر بها والحث عليها والتهديد لتاركها من الله ورسوله وأئمته والعلماء الصالحين والسلف الماضين ويبقى بعد المعارضة ما هو اضعاف ذلك فأي وجه لترجيح هذا الجانب مع خطره وضرره لولا قلة التوفيق و سوء الخذلان وخدع الشيطان نسأل الله تعالى بفضله ورحمته ان نبهنا؟ من مراقد الغفلة على الأعمال الموجبة لمرضاته ويجعل ما بقى من أيام المهلة مقصورا على أفضل طاعاته وقد بنيت من حق هذه الصلاة ما قد عرفت وأديت فيها من حق أمانة العلم ما أمرت وما على الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست