ما ينافي الاقبال بالقلب على الله تعالى من حديث النفس والالتفات إلى أمر دنيوي بل الفكر في غير متعلق الصلاة وإن كان أخرويا فإنه من دقايق مكايد الشيطان فان المطلوب لله تعالى والموجب للقبول انما هو الاقبال على كل فعل من أفعالها حال الاشتغال فيه كما نبه عليه بقوله صلى الله عليه وآله وانما لك من صلاتك ما أقبلت عليه بقلبك ويدخل في هذا القسم ما عده الفقهاء من المكروهات كمدافعة الاجنثين والنعاس والتنخم والبصاق والعبث وغيرها فإنها مشتركة في مضادة الاقبال ومنافية للخشوع واما منافيات الصحة فضابطها منافاة الاخلاص واستكثار الطاعة ويدخل في الأول الريا باقسامه وفى الثاني العجب والكلام في كل منهما مستوفا وذكر أقسامها واحكامها يخرج عن وضع الرسالة لكنا نذكر المهم فاعلم أن الوعيد على هاتين الأفتين في الكتاب والسنة كثيرا يخرج عن حد الحصر قال الله تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤن وقال النبي صلى الله عليه وآله ان النار وأهلها يعجون من أهل الريا فقيل يا رسول الله فكيف تعج النار قال من حر النار التي يعذبون بها وعنه صلى الله عليه وآله قال المرائي يوم القيمة ينادى بأربعة أسماء يا كافر يا فاجريا غادريا خاسر ضل سعيك وبطل اجرك ولا خلاق لك التمس الاجر ممن كنت تعمل له يا خادع وعنه صلى الله عليه وآله ان الله تعالى يقول انا اغنى الأغنياء عن الشرك من عمل عملا فأشرك فيه غيري فنصيبي له فانا لا اقبل الا ما كان خالصا لي وعنه صلى الله عليه وآله ان الجنة تكلمت وقالت انى حرام على كل نجيل ومرائي وعنه صلى الله عليه وآله ان أول من يدعى يوم القيمة رجل مع القران ورجل قاتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله عز وجل للقاري ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي فيقول بلى يا رب فيقول ما عملت فيما علمت فيقول يا رب قرانه في اناء الليل واطراف النهار فيقول الله كذبت ويقول الملائكة كذبت ويقول الله تعالى انما أردت ان يقال فلان قارى فقد طل ذلك؟
(١٤٢)