رسائل الشهيد الثاني (ط.ق) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٤١
لا يبصرون وقال أيضا وقد سألوه عن حالة لحقته في الصلاة حتى خر مغشيا عليه فما افاق قيل له في ذلك قال ما زلت أردد هذه الآية على قلبي حتى سمعتها من المتكلم بها فلم يثبت جسمي لمعانيه قدرته الثامن التبري والمراد به ان يتبرأ من حوله وقوته فلا يلتفت إلى نفسه بعين الرضا والتزكية فإذا تلا آيات الوعد ومدح الصالحين حذف نفسه عن درجة الاعتبار وشهد فيها الموقنين والصديقين ويتشوق إلى أن يلحقه الله بهم وإذا تلى آيات المقت والذم للمقصرين شهد نفسه هناك وقدر انه المخاطب خوفا واشفاقا والى هذه المرتبة أشار أمير المؤمنين عليه السلام وسيد الوصيين في الخطبة التي يصف فيها المتقين بقوله وإذا مروا باية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم فظنوا أن زفير جهنم في أذانهم إلى اخره ومن رأى نفسه بصورة التقصير في القراءة كان ذلك سبب قربه ومن شاهد نفسه بعين الرضا فهو محجوب بنفسه فهذه نبذة من وظائف القراءة واسرارها وفقنا الله لتلقى الاسرار وألحقنا بعبادة الأبرار وإذا وصلت إلى هذا المقام فاسجد سجدتي الشكر شكر الله سبحانه وتعالى على مزيد الانعام واحضر انعامه لديك ببالك وأياديه عندك في جميع أحوالك وقل شكرا شرا إلى تمام ما يمكنك من المزيد فأنت مع ذلك مقصر عما يجب عليك من التحميد وغاية ما يجب الاعتراف بالتقصير والاستغفار من كل قليل وكثير اللهم ارزقنا العمل بما كشفت لنا من الاسرار والآيات وزدنا فيضا وعرفانا يكون لنا سلما إلى نيل تلك الدرجات واوقفنا على درك الحق بالتوفيق وثبت اقدامنا على مقامات الصدق وحقايق التحقيق بفضلك وجودك العميم انك أنت الوهاب الكريم الفصل الثالث في المنافيات وهي في هذا المقام ما أبطلت الصلاة أو نقصت كمالها من جهات قلبية وهي تنقسم إلى منافيات الكمال والى منافيات الصحة وضابط الأول
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست