ويؤتى بصاحب المال فيقول الله تعالى ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد فيقول بلى يا رب فيقول فما ذا عملت فيما اتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله كذبت ويقول الملائكة كذبت ويقول الله سبحانه بل أردت ان يقال فلان جواد وقد قيل ذلك ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله ما فعلت فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله كذبت ويقول الملائكة كذبت فيقول الله بل أردت ان يقال فلان جرى وشجاع فقد قيل ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله أولئك خلق الله تسعر بهم نار جهنم وعن الصادق عليه السلام إياك والريا فإنه من عمل لغير الله وكله الله إلى من عمل له وعنه عليه السلام في قول الله عز وجل فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه قال الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه الله انما يطلب تزكية النفس يشتهى ان يسمع به الناس فهذا الذي أشرك بعبادة ربه ثم قال ما من عبدا سر خيرا فذهبت الأيام ابدا حتى يظهر الله له خيرا وما من عبد أسر شرا فذهبت الأيام ابدا حتى يظهر الله له شرا والأثر في ذلك يطول وقال الله تعالى في ذم العجب ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم ذكر ذلك في معرض الانكار وقال تعالى وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا وهو أيضا راجع إلى العجب بالعمل على وجه وقال النبي صلى الله عليه وآله ثلث مهلكات شح مطاع وهوى متبع اعجاب المرء بنفسه وقال الصادق عليه السلام من دخله العجب هلك وعنه عليه السلام العجب له درجات منها ان يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه وبحسب انه يحسن صنعا وعنه عليه السلام قال انى عالم عابدا فقال له كيف صلاتك فقال مثلي يسئل عن صلاته وانا منذ كذا وكذا ابكى قال كيف بكاؤك قال ابكى حتى يجرى دموعي فقال له العالم فان ضحكك وأنت خائف خير من بكائك وأنت مدل ان المدل لا يصعد من عمل وعن أحدهما عليهما السلام قال دخل المسجد رجلان
(١٤٣)