ترقيق قلبك وتجديد خشوعك واستشعر ذلك وعزمو لاك واتضاعك وعلو ربك فتستعين على تقدير ذلك في قلبك بلسانك فتسبح ربك وتنزهه وتشهد له بالعظمة والكبرياء وانه أعظم من كل عظيم بقولك سبحان ربى العظيم وبحمده وتكرر ذلك على لسانك وقلبك لتؤكده بالتكرار وتقرره في ذلك بالتذكار وكلما أكثرت منه وازددت خضوعا زدت عند مولاك دفعة ثم ترفع من ركوعك راجيا انه راحم ذلك وتؤكد الرجاء في منقلبك بقولك سمع الله لمن حمده أي أجاب الله لمن حمده وشكره ثم تردف ذلك بالشكر المتقاضي للمزيد فتقول الحمد لله رب العالمين وفى ذلك غاية الخضوع ومزيد التذلل إذا راعيت ذلك بالحقيقة وقد قال الصادق عليه السلام لا يركع عبد ركوعا على الحقيقة الا زينه الله تعالى بنور بهائه وأظله في ظلال كبريائه وكساه كسوة أصفيائه والركوع أول والسجود ثان فمن اتى بمعنى الأول صلح الثاني وفى الركوع أدب وفى السجود قرب ومن لا يحسن الأدب لا يضاع للقرب فاركع ركوع خاضع لله بقلبه متذلل وجل تحت سلطانه خافض له بجوارحه خفض خائف حزن على ما يفوته من فائدة الراكعين وحكى ان الربيع بن خثيم كان يسهر بالليل إلى الفجر في ركعة واحدة فإذا هو أصبح رفع وقال آه سبق المخلصون وقطع بنا واستوف ركوعك باستواء ظهرك وانحط عن همتك في القيام بخدمته الا بعونه وفر بالقلب من وساوس الشيطان وخدائعه ومكائده فان الله تعالى يرفع عباده بقدر تواضعهم له ويهديهم إلى أصول التواضع و الخضوع بقدر اطلاع عظمته على سرايرهم السادس السجود وهو أعظم مراتب الخضوع وأحسن درجات الخشوع وأعلى مراتب الاستكانة وأحق المراتب باستيجاب القرب إلى الله تعالى وتلقى أنوار رحمته ومعاطف كرمه كما نبه عليه الكتاب الكريم في امره لنبيه ان يسجده ووعده على ذلك بان يقترب فإذا أردت السجود فاستحضر
(١٣١)