قال الصادق عليه السلام لقد دعوت الله مرة فاستجاب لي ونسيت الحاجة لان استجابته باقباله على عبده عند دعوته أعظم وأجل مما يريد منه العبد ولو كانت الجنة ونعيمها الا بدو لكن لا يعقل ذلك الا العاملون المحبون العارفون الفائزون صفوة الله وخواصه انتهى وهو كاف في وظيفة الدعاء وان عقبت بشئ من القران فينبغي ان تتدبر بعض وظائفه لتقوم بشروطه وتمتثل مرسوم حدوده كما ينبغي ذلك لكل فارى وما ورد في ثواب قراءة القرآن والحث عليه يخرج ذكره عن موضع الرسالة فلنذكر مهم وظائفه ملخصا و هو أمور الأول حضور القلب وترك حديث النفس قبل في تفسير قوله تعالى يا يحيى خذ الكتاب بقوة أي بجد واجتهاد واخذه بالجد ان يتجرد عند قرائته بحذف جميع المشغلات والهموم عنه الثاني التدبر وهو طور وراء حضور القلب فان الانسان قد لا يتفكر في غير القران ولكنه يقتصر على سماع القران و هو لا بتدبره والمقصود من التلاوة التدبر قال سبحانه أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وقال تعالى ورتل القران ترتيلا لان الترتيل يمكن الانسان من تدبر الباطن وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاخير في عبادة لافقه فيها ولا خير في قراءة لا تدبر فيها وإذا لم يمكن التدبر الا بالترديد فليردد قال أبو ذر رضي الله عنه قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة يردد قوله تعالى ان نعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم الثالث التفهم وان يستوضح من كل أية ما يليق بها إذا القران يشتمل على ذكر صفات الله تعالى وافعاله وأحوال أنبيائه والمكذبين لهم وأحوال ملائكته وذكر أوامره وزواجره وذكر الجنة والنار والوعد والوعيد فليتأمل معاني هذه الأسماء والصفات لينكشف له اسرارها فان تحتها اسرار الدقايق وكنوز الحقايق قال ابن مسعود من أراد ان يعلم علم الأولين والآخرين فعليه بالقران قال
(١٣٧)