حنيفة ان ينسبك العاجز المسكين إلى قلة الخشوع ولو أحسست من نفسك بالتماسك والثبات عند ملاحظة عبد مسكين فعاتب نفسك وقل لها يا نفس تدعين معرفة الله تعالى أفما تستحين من استجراءك عليه مع توقيرك عبدا من عباده أو تخشين الناس ولا تخشينه وهو أحق ان يخشى الا نستحيي من خالقك وموليك إذا قدرت اطلاع عبد ذليل من عباده عليك وليس بيده خيرك ولا نفعك ولا ضرك خشعت لأجله جوارحك وحسنت صلواتك ثم انك تعلمين انه مطلع عليك فلا تخشعين لعظمته أهو أهون عندك من عبد من عباده فما أشد طغيانك وجهلك وما أعظم عداوتك لنفسك ولذلك لما قيل للنبي صلى الله عليه وآله كيف الحياء من الله تعالى فقال النبي صلى الله عليه وآله نستحي منه كما تستحى من رجل صالح من قومك واما دوام القيام فهو تنبيه على إدامة القلب على الله تعالى على نعت واحد من الحضور قال صلى الله عليه وآله ان الله مقبل على العبد ما لم يلتفت وكما يجب حراسة العين والرأس عن الالتفات إلى غير الصلاة فكذلك تجب حراسة السر عن الالتفات إلى غير الصولة فان التفت إلى غيرها فذكره باطلاع الله تعالى عليك وقبح التهاون بالمناجى مع غفلة المناجى ليعود إلى التيقظ وألزم الخشوع الباطني فإنه ملزوم الخشوع ظاهرا ومهما خشع الباطن خشع الظاهر قال صلى الله عليه وآله وقد رأى مصليا يعبث بلحيته إما هذا لو خشع قلبه لخشعت جوارحه فان الرعية بحكم الراعي ولهذا ورد في الدعاء اللهم أصلح الراعي والرعية وهو القلب والجوارح وكل ذلك يقتضيه الطبع بين يدي من يعظم من أبناء الدنيا فكيف لا يتقاضاه بين يدي ملك الملوك وجبار الجبابرة من يطمئن بين يدي غير الله تعالى خاشعا ثم يضطرب أطرافه بين يدي الله تعالى فذلك لقصور معرفته عن جلال الله وعن اطلاعه على سره وضميره وتدبر قوله تعالى الذي يراك حين تقوم و تقلبك في الساجدين الثاني النسية ووظيفتها العزم على إجابة الله تعالى
(١٢٤)