رسائل الشهيد الثاني (ط.ق) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٢٩
الخوف فلهول يوم الجزاء والحساب الذي هو مالكه ثم جدد الاخلاص بقولك إياك نعبد وإياك نستعين وتحقق انه ما تيسرت طاعتك الا باعانته وان المنة له إذ وفقك لطاعته واستخدمك لعبادته وجعلك أهلا لمناجاته ولو حرمك التوفيق لكنت من المطرودين مع الشيطان الرجيم اللعين ثم إذا مزغت عن التفويض بقولك بسم الله الرحمن الرحيم وعن التحميد وعن اظهار الحاجة إلى الإعانة مطلقا فتعين سؤالك ولا نطلب الا أهم حاجاتك وقل اهدنا الصراط المستقيم الذي يسوقنا إلى جوارك ويفضى بنا إلى مرضاتك وزده شرحا وتفصيلا وتأكيدا واستشهد با الذين أفاض عليهم نعمة الهداية من النبيين والصديقين والصالحين دون الذين غضب الله تعالى عليهم من الكفار والزائغين من اليهود والنصارى والصابئين فإذا تلوت الفاتحة كذلك فتشبه أن تكون ممن قال الله تعالى فيهم فيما أخبر النبي صلى الله عليه وآله قسمت الفاتحة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي يقول العبد الحمد لله رب العالمين فيقول الله حمدني عبدي واثنى على وهو معنى قوله تعالى سمع الله لمن حمده الحديث فلو لم يكن من صلاتك حظ سوى ذكر الله لك في جلاله وعظمته فناهيك به غنيمة فكيف بما ترجوه من ثوابه وفضله وكذلك ينبغي ان تفهم ما تقرأه من السورة فلا تغفل عن امره ونهيه ووعده ووعيده ومواعظه واخبار أنبيائه وذكر مننه واحسانه فلكل واحد حق فالرجاء حق الوعد والخوف حق الوعيد والعزم حق الأمر والنهي والاتعاظ حق الموعظة والشكر حق تذكر المنة والاعتبار حق اخبار الأنبياء وتفصيل وظيفة قرائة القران لا يحتمله هذا المحل لكنا نذكر منه في اخر الفصل وبالجملة ففهم معاني القران يختلف بحسب درجات الفهم والفهم يختلف بحسب وفور العلم وصفاء القلب ودرجات ذلك لا تنحصر والصلاة مفتاح القلوب
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست