رسائل الشهيد الثاني (ط.ق) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٣٥
التحية الخاصة وبين الاسم المقدس من أسماء الله تعالى والمعنى هنا على الأول ظاهر وعلى الثاني يكون مستعارا في الخلق بإذن الله تعالى للتفأل بالسلام والأمان من عذاب الله تعالى لمن قام بحدوده قال الصادق عليه السلام معنى السلام في دبر كل صلاة الأمان أي من أدي أمر الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله خاشعا منه قلبه فله الأمان من بلاء الدنيا وبراءة من عذاب الآخرة والسلام اسم من أسماء الله تعالى أودعه خلقه ليستعملوا معناه في المعاملات والأمانات والاتصافات وتصديق مصاحبتهم فيما بينهم وصحة معاشرتهم وإذا أردت ان تضع السلام موضعه وتؤدى معناه فليتق الله وليسلم منك دينك وقلبك وعقلك الا تدنسها بظلمة المعاصي ولتسلم حفظتك لابترمهم ولا تملهم وتوحشهم منك بسوء معاملتك معهم ثم صديقك ثم عدوك فإن لم يسلم منه من هو الأقرب إليه فالابعد أولي ومن لا يضع السلام مواضعه هذه فلاسلام ولا تسليم وكان كاذبا في سلامه وان أفشاه في الخلق تتمة الفصل إذا أتيت بالصلاة على ما وصفت لك فأختمها بالخشوع والخضوع والخوف من منقلب الرد وخيبة الحرمان فاستشعر شكر الله تعالى على توفيقه لاتمام هذه الطاعة وتوهم انك مودع في صلاتك هذه أو انك ربما لا تعيش على مثلها كما قال صلى الله عليه وآله صل صلاة مودع ثم استشعر قلبك الحياء من التقصير في الصلاة والخوف من أن تلف فيضرب بها وجهك فإذا فعلت ذلك رجوت أن تكون من الخاشعين الذين هم على صلاتهم دائمون واعرض صلاتك على هذا الوصف فبقدر ما تيسر منها كذلك ينبغي ان تفرح وترجو وعلى ما يفوتك ينبغي ان تتحسر تجتهد في مداواة قلبك فان صلاة الغافلين مرتع إبليس اللعين نسأل الله تعالى ان يغمرنا برحمته و ويتغمدنا بمغفرته إذ لا وسيلة لنا الا الاعتراف بالعجز عن القيام بوظايف طاعته
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست