الله تعالى واعلم أنه كما لا يتوجه الوجه إلى جهة البيت الا بالصرف عن غيرها فلا ينصرف القلب إلى الله تعالى الا بالتفرغ عما سوى الله تعالى وقد قال النبي صلى الله عليه وآله إذا قام العبد إلى صلاته وكان هواه وقلبه إلى الله تعالى انصرف كيوم ولدته امه وقال الصادق عليه السلام إذا استقبلت القبلة فايس من الدنيا وما فيها والخلق وما هم فيه واستفزع قلبك عن كل شاغل يشغلك عن الله تعالى وعاين بسترك عظمة الله تعالى واذكر وقوفك بين يديه يوم نبلو كل نفس ما أسلفت وردوا إلى الله موليهم الحق وقف على قدم الخوف والرجاء وإذا توجهت بالتكبيرات فاستحضر عظمة الله سبحانه وصغر نفسك وحق عبادتك في جنب عظمته وانحطاط همتك عن القيام بوظائف خدمته واستتمام حقايق عبادته وتفكر عند قولك اللهم أنت الملك الحق في عظيم ملكه وعموم قدرته واستيلائه على جميع العوالم ثم ارجع على نفسك بالذل والانكسار والاعتراف بالذنوب والاستغفار عند قولك عملت سوء أو ظلمت نفسي فاغفر لي انه لا يغفر الذنوب الا أنت واحضر دعوته لك بالقيام بهذه الخدمة ومثل نفسك بين يديه وانه قريب منك يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ويسمع ندائه وان بيده خير الدنيا والآخرة لأبيد غيره عند قولك لبيك وسعديك والخير في يديك ونزهه عن الأعمال السيئة وافعال الشر وابدله بها محض الهداية والارشاد عند قولك والشر ليس إليك والمهدى من هديت واعترف له بالعبودية وان قوام وجودك وبدئه ومعاده منه بقولك عبدك وابن عبديك منك وبك ولك واليك أي منك وجوده وبك قوامه ولك ملكه واليك معاداه وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الاعلى فاحضر في ذهنك هذه الحقايق وترق منها إلى ما يفتح عليك من الاسرار والدقايق وتلق الفيض من العالم الا على فان أبوابه لا تنسد عن عن أحد من القوابل ولا يخيب لديه أمل أمل اللهم أهلنا القبول طوالع أسرارك وكلمنا
(١٢٢)