بعد التعقيب خمسين آية (1).
54 - اختيار ابن الباقي: عن سلمان الفارسي، قال: رأيت على حمائل سيف أمير المؤمنين عليه السلام كتابة فقلت يا أمير المؤمنين! ما هذه الكتابة على سيفك؟
فقال: هذه إحدى عشرة كلمة علمنيها رسول الله صلى الله عليه وآله أفتحب أن أعلمك إياها فتحفظ في سفرك وحضرك وليلك ونهارك ومالك وولدك؟ فقلت: نعم، فقال عليه السلام: إذا صليت الصبح وفرغت من صلاتك فقل: اللهم إني أسألك يا عالما بكل خفية، يامن السماء بقدرته مبنية، يامن الأرض بقدرته مدحية، يا من الشمس والقمر بنور جلاله مضيئة، يا من البحار بقدرته مجرية، يا منجي يوسف من رق العبودية يا من يصرف كل نقمة وبلية، يا من حوائج السائلين عنده مقضية، يا من ليس له حاجب يغشى، ولا وزير يرشى، صل على محمد وآل محمد، واحفظني في سفري وحضري وليلي ونهاري، ويقظتي ومنامي، ونفسي وأهلي، ومالي وولدي، والحمد لله وحده 55 - المجازات النبوية للسيد رضي الدين: من ذلك قوله صلى الله عليه وآله: من قال حين يصبح (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير) عشر مرات كتب الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات، وحط عنه بها عشر سيئات، ورفعه بها عشر درجات، وكن له مسلحة من أول نهاره إلى آخره، ولم يعمل يومئذ عملا يقهرهن (2).
وفي هذا الكلام استعارتان إحداهما قوله عليه السلام (وكن له مسلحة من أول نهاره إلى آخره) والمراد بالمسلحة ههنا مجتمع السلاح الكثير، يقال ههنا مسلحة للشيطان ويراد به الموضع الذي جماعة من أعوانه قد كثرت أسلحتهم واشتدت شوكتهم، كما يقال: مأسدة للأرض الكثيرة الأسد، ومكمأة للأرض الكثيرة الكمأة ومفعأة