منه فلذلك قدمه وصلى خلفه، ولولا ذلك لم يسعه الاقتداء بالامام فهذه درجة الفضل.
في الصلاة.
ثم الجهاد هو بذل النفس بين يدي من يرغب إلى الله تعالى بذلك ولولا ذلك لم يصح لاحد جهاد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ولا بين يدي غيره والدليل على صحة ما ذهبنا إليه قول الله سبحانه وتعالى " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله؟ فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم " (1) ولان الامام نائب الرسول في أمته ولا يسوغ لعيسى عليه السلام أن يتقدم على الرسول فكذلك على نائبه.
ومما يؤيد هذا القول ما رواه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني في حديث طويل في نزول عيسى عليه السلام فمن ذلك: قالت أم شريك بنت أبي العكر:
يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ فقال: هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذا نزل بهم عيسى بن مريم عليه السلام فرجع ذلك الامام ينكص يمشي القهقري ليتقدم عيسى عليه السلام يصلي بالناس فيضع عيسى عليه السلام يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم.
قال: هذا حديث صحيح ثابت ذكره ابن ماجة في كتابه عن أبي أمامة الباهلي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا مختصره.
الباب الثامن في تحلية النبي صلى الله عليه وآله المهدي عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الانف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يملك سبع سنين، قال: هذا حديث حسن صحيح أخرجه الحافظ أبو داود السجستاني في صحيحه ورواه غيره من الحفاظ كالطبراني وغيره وذكر ابن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس في باب الألف واللام باسناده