وعاش تيم الله بن (ثعلبة بن) عكابة مائتي سنة.
وعاش الربيع بن ضبع بن وهب بن بعيض بن مالك بن سعدي بن عدي بن فزارة مائتي وأربعين سنة وأدرك الاسلام فلم يسلم.
وعاش معدي كرب الحميري من آل ذي رعين مائتي وخمسين سنة.
وعاش ثرية بن عبد الله الجعفي ثلاثمائة سنة فقدم على عمر بن الخطاب المدينة فقال: لقد رأيت هذا الوادي الذي أنتم به وما به قطرة ولا هضبة ولا شجرة ولقد أدركت أخريات قوم يشهدون بشهادتكم هذه يعني لا إله إلا الله، ومعه ابن له يتهادى قد خرف فقال: يا ثرية هذا ابنك قد خرف وبك بقية فقال: ما تزوجت أمة حتى أتت علي سبعون سنة ولكني تزوجتها عفيفة ستيرة إن رضيت رأيت ما تقر به عيني وإن سخطت أتتني حتى أرضى وإن ابني هذا تزوج امرأة بذية فاحشة إن رأى ما تقر به عينه تعرضت له حتى يسخط وإن سخط تلقته حتى يهلك (1).
وعاش عوف بن كنانة الكلبي ثلاثمائة سنة فلما حضرته الوفاة جمع بنيه فأوصاهم وهو عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد بن ثور بن كلب فقال: يا بني احفظوا وصيتي فإنكم إن حفظتموها سدتم قومكم بعدي، إلهكم فاتقوه ولا تخونوا ولا تحزنوا، ولا تثيروا السباع من مرابضها، وجاوروا الناس بالكف عن مساويهم تسلموا وتصلحوا، وعفوا عن الطلب إليهم لئلا تستثقلوا، والزموا الصمت إلا من حق تحمدوا، وابذلوا لهم المحبة تسلم لكم الصدور، ولا تحرموهم المنافع فيظهروا الشكاة، وكونوا منهم في ستر ينعم بالكم، ولا تكثروا مجالستهم فيستخف بكم، و إذا نزلت بكم معضلة فاصبروا لها، والبسوا للدهر أثوابه، فان لسان الصدق مع النكبة خير من سوء الذكر مع المسرة.
ووطنوا أنفسكم على الذلة لمن ذل لكم فان أقرب المسائل المودة وإن أبعد النسب البغضة وعليكم بالوفاء وتنكبوا الغدر يأمن سربكم وأحيوا الحسب