بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٨ - الصفحة ٢٤٠
أخرج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) أداوي الجرحى، فلما كان يوم الجمل أقبلت مع علي (عليه السلام) فلما فرغ دخلت على زينب عشية فقلت: حدثيني هل سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذا الرجل شيئا؟ قالت: نعم دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو وعائشة على فراش وعليهما قطيفة، فأتى علي فأقعى (1) كجلسة الاعرابي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن هذا أول الناس إيمانا، وأول الناس لقاء لي يوم القيامة، وآخر الناس لي عهدا عند الموت.
وعنه عن ابن عباس قال: نظر علي (عليه السلام) في وجوه الناس فقال: إني لأخو رسول الله ووزيره، ولقد علمتم أني أولكم إيمانا بالله عز وجل ورسوله، ثم دخلتم بعدي (2) في الاسلام رسلا رسلا (3)، وإني لابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخوه وشريكه في نسبه، و أبو ولده، وزوج سيدة ولده وسيدة نساء العالمين، ولقد عرفتم أنا ما خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) مخرجا قط إلا رجعنا وأنا أحبكم إليه وأوثقكم في نفسه وأشدكم نكاية للعدو و أثرا في العدو، ولقد رأيتم بعثته إياي ببراءة ووقفته لي يوم غدير خم وقيامه إياي معه ورفعه بيدي، ولقد آخى بين المسلمين فما اختار لنفسه أحدا (4) غيري، ولقد قال لي:
(أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة) ولقد أخرج الناس من المسجد وتركني، ولقد قال: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي).
ومنه عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لعلي (عليه السلام) أربع خصال ليس لأحد من الناس غيره: وهو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم المهراس (5) وهو الذي غسله وأدخله قبره صلى الله عليهما.

(1) أقعى الرجل: جلس على استه. وفي المصدر و (د): وعليهما قطيفة فأقعى على اه‍.
(2) في المصدر: ثم دخلتم في الاسلام بعدى.
(3) الرسل - بكسر الراء -: التمهل والتؤدة والرفق. والرسلة: الجماعة، يقال: جاؤوا رسلة أي جماعة جماعة.
(4) في المصدر: أحدا لنفسه.
(5) كناية عن غزوة أحد، والمهراس: ماء بجبل أحد.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست