بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٤٢
بكته، ولو أقام لأخذنا ميسوره وانتظرنا له وفوره.
بيان:
أقول قد مضى هذا الكلام ومضت قصته في أبواب أحوال الخوارج.
وقال الشراح: بنو ناجية ينسبون أنفسهم إلى قريش، وقريش تدفعهم عنه وينسبونهم إلى ناجية، وهي أمهم، وقد عدوا من المبغضين لعلي عليه السلام.
واختلف (1) الرواية في سبيهم، ففي بعضها أنه لما انقضى أمر الجمل دخل أهل البصرة في الطاعة غير بني ناجية، فبعث إليهم علي عليه السلام رجلا من الصحابة في خيل ليقاتلهم، فأتاهم وقال لهم: ما لكم عسكرتم وقد دخل في الطاعة غيركم؟ فافترقوا ثلاث فرق:
فرقة قالوا: كنا نصارى فأسلمنا ونبايع، فأمرهم فاعتزلوا.
وفرقة قالوا: كنا نصارى فلم نسلم وخرجنا مع القوم الذين كانوا خرجوا، قهرونا فأخرجونا كرها فخرجنا معهم فهزموا، فنحن ندخل فيما دخل الناس فيه، ونعطيكم الجزية كما أعطيناهم. فقال: اعتزلوا، فاعتزلوا.
وفرقة قالوا: كنا نصارى فأسلمنا ولم يعجبنا الإسلام فرجعنا فنعطيكم الجزية كالنصارى. فقال لهم: توبوا وارجعوا إلى الإسلام. فأبوا، فقاتل مقاتلهم وسبى ذراريهم، فقدم بهم على أمير المؤمنين عليه السلام.
وفي بعضها: أن الأمير من قبل علي عليه السلام كان معقل بن قيس، ولما انقضى أمر الحرب لم يقتل من المرتدين من بني ناجية إلا رجلا واحدا ورجع الباقون إلى الإسلام، واسترق من النصارى منهم الذين ساعدوا في الحرب وشهروا السيف على جيش الإمام، ثم أقبل بالأسارى حتى مر على مصقلة بن هبيرة الشيباني، وهو عامل لعلي عليه السلام على أردشيرخرة، وهم خمسمائة

(1) هكذا في الأصل، والصحيح، واختلفت.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395