بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ١٩٦
له أغنانا الله وإياكم عن تناول ما هو أحق به من التعاظم وحسن الثناء ".
والتناهي: قبول النهي. والضمير في " له " راجع إلى الله تعالى.
وفي النهج: كما في النسخ المشهورة قوله عليه السلام: " فربما استحلى الناس " يقال: استحلاه: أي وجده حلوا.
قال ابن ميثم رحمه الله: هذا يجري مجرى تمهيد العذر لمن أثنى عليه فكأنه يقول: وأنت معذور في ذلك حيث رأيتني أجاهد في الله، وأحث الناس على ذلك، ومن عادة الناس أن يستحلوا الثناء عند أن يبلوا بلاء حسنا في جهاد أو غيره من سائر الطاعات.
ثم أجاب [عليه السلام:] عن هذا العذر في نفسه بقوله: " فلا تثنوا علي بجميل ثناء ": أي لا تثنوا علي لأجل ما ترونه مني من طاعة الله، فإن ذلك إنما هو إخراج لنفسي إلى الله من حقوقه الباقية علي لم أفرغ بعد من أدائها وهي حقوق نعمه وفرائضه التي لابد من المضي فيها.
وكذلك إليكم من الحقوق التي أوجبها الله [علي لكم] من النصيحة في الدين والإرشاد إلى الطريق الأفضل، والتعليم لكيفية سلوكه.
[ثم قال:] وفي خط الرضي رحمه الله " من التقية " بالتاء: والمعنى فإن الذي أفعله من طاعة الله، إنما هو إخراج لنفسي إلى الله وإليكم من تقية الخلق (1) فيما يجلب علي من الحقوق. إذ كان عليه السلام إنما يعبد الله لله غير ملتفت في شئ من عبادته، وأداء واجب حقه إلى أحد سواه خوفا منه أو رغبة إليه.
أو المراد بها التقية التي كان يعملها في زمن الخلفاء الثلاثة وتركها في أيام خلافته، وكأنه قال: لم أفعل شيئا إلا وهو أداء حق واجب علي، وإذا كان كذلك،

(1) كذا في أصلي المطبوع، وفي ط بيروت من شرح ابن ميثم: من تقية الحق فيما يجب علي.
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395