بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ١٩٣
أو لا استغناء لامرئ مع الوالي، أو مع كون واليه مكلفا بالجهاد وغيره من أمور الدين، وإن كان لذلك المرء ضعيفا محقرا بدون أن يعين على إقامة الدين ويعينه الناس أو الوالي عليه.
وفي النهج: " ولا امرء وإن صغرته النفوس واقتحمته العيون بدون أن يعين على ذلك أو يعان عليه ". وهو الظاهر.
قوله عليه السلام: " خسأت به الأمور " يقال خسأت الكلب خسأ:
طردته. وخسأ الكلب بنفسه: يتعدى ولا يتعدى. ذكره الجوهري. فيجوز أن يكون هنا استعمل غير متعد بنفسه قد عدي بالباء: أي طردته الأمور. أو يكون الباء للسببية: أي بعدت بسببه الأمور.
وفي بعض النسخ: " حبست به الأمور ": وعلى التقادير المراد أنه يكون بحيث لا يتمشى أمر من أموره، ولا ينفع سعيه في تحصيل شئ من الأمور.
و " اقتحمته العيون ": أي احتقرته. وكلمة " ما " في قوله: " ما أن يعين " زائدة.
قوله عليه السلام: " وأهل الفضيلة في الحال ": المراد بهم الأئمة والولاة والأمراء والعلماء، وكذا أهل النعم العظام فإنهم لكونهم مكلفين بعظائم الأمور كالجهاد في سبيل الله وإقامة الحدود والشرائع والأحكام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى إعانة الخلق أحوج.
ويحتمل أن يكون المراد بأهل الفضيلة العلماء، فإنهم محتاجون فيما حمل عليهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى أعوان، ولا أقل إلى من يؤمر وينهى.
و [المراد] بأهل النعم أصحاب الأموال، لأن ما حمل عليهم من الحقوق أكثر، كأداء الأخماس والصدقات، وهم محتاجون إلى الفقير القابل لها، وإلى الشهود وإلى غيرهم والأول أظهر.
قوله عليه السلام: " وكل في الحاجة إلى الله شرع سواء ": بيان لقوله:
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395