بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ١٩٧
فكيف أستحق أن يثنى علي لأجل إتيان الواجب بثناء جميل وأقابل بهذا التعظيم؟! [و] هذا من باب التواضع منه [عليه السلام] وتعليم كيفيته، وكسر للنفس عن محبة الباطل والميل إليه. انتهى.
وقال ابن أبي الحديد: معنى قوله: " لاخراجي نفسي إلى الله وإليكم ":
أي لاعترافي بين يدي الله وبمحضر منكم أن علي حقوقا في أيالتكم ورئاستي لم أقم بها بعد وأرجو من الله القيام بها.
انتهى [كلام ابن أبي الحديد].
فكأنه جعل قوله [عليه السلام:] " لإخراجي " تعليلا لترك الثناء لا مثنى عليه ولا يخفى بعده.
ثم اعلم أنه يحتمل أن يكون المراد ب‍ " البقية ": الإبقاء والترحم كما قال تعالى: (أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض) [116 / هود: 11]. أي إخراجي نفسي من أن أبقى وأترحم مداهنة في حقوق لم أفرغ من أدائها.
قال الفيروزآبادي: وأبقيت ما بيننا: لم أبالغ في كل فساده. والاسم منه البقية و " أولوا بقية ينهون عن الفساد ": أي إبقاء أو فهم.
قوله عليه السلام: " ولا تتحفظوا عني بما يتحفظ به عند أهل البادرة " البادرة: الحدة والكلام الذي يسبق من الإنسان في الغضب: أي لا تثنوا علي كما يثنى على أهل الحدة من الملوك خوفا من سطوتهم، أو لا تحتشموا مني كما يحتشم من السلاطين والأمراء، كترك المسارة والحديث إجلالا وخوفا منهم، وترك مشاورتهم أو إعلامهم ببعض الأمور والقيام بين أيديهم.
قوله عليه السلام: " بالمصانعة ": أي الرشوة والمداراة.
قوله عليه السلام: " كان العمل بهما أثقل عليه ": وشأن الولاة العمل بالعدل والحق، أو أنتم تعلمون أنه لا يثقل علي العمل بهما.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395