بدر فعلى هذه الرواية يكون الكلام في معرض التذكرة له بأن من شأنه وشأن أهله أن يوسروا ولا يسلموا فيكف يدعون مع ذلك الهجرة فإن الهجرة بهذا الاعتبار منقطعة عنهم ولا يكون " يوم أسر " ظرفا لانقطاع الهجرة لان الهجرة إنما انقطعت بعد الفتح انتهى ولا يخفى ما فيه من التكلف والبعد.
وقال ابن أبي الحديد: " يوم أسر أخوك " يعني يزيد بن أبي سفيان أسر يوم الفتح في باب الخندمة وكان خرج في نفر من قريش يحاربون ويمنعون من دخول مكة فقتل منهم قوم وأسر يزيد بن أبي سفيان أسره خالد بن الوليد فخلصه أبو سفيان منه وأدخله داره فأمن لان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن.
قوله: " فاسترفه " أي اطلب الرفاهية على نفسك في ذلك فإنك إنما تستعجل إلى ما يضرك أو لا ترهق نفسك بالعجل فإني أزورك إن لم تزرني فكما قال أخو بني أسد.
قال ابن أبي الحديد: كنت أسمع قديما أن هذا البيت من شعر بشر بن أبي خازم الأسدي والآن فقد تصفحت شعره. فلم أجده ولا وقفت بعد على قائله.
" وريح حاصب " تحمل الحصباء وهي صغار الحصا وإذا كانت بين أغوار وهي ما سفل من الأرض وكانت مع ذاك ريح صيف كانت أعظم مشقة وأشد ضرارا على من تلاقيه.
[فأما قوله]: " وجلمود " يمكن أن يكون عطفا على حاصب وأن يكون عطفا على " أغوار " أي بين أغوار من الأرض وحرة وذلك أشد لأذاها لما تكتسبه الحرة من لفح السموم ووهجها والوجه الأول أليق. انتهى.
وقال الجوهري: الجلمد والجلمود: الصخر. وقال: أغضضته بسيفي أي ضربته به وعض الرجل بصاحبه يعض غضيضا أي لزمه.
وقال ابن أبي الحديد: أعضضته أي جعلته معضوضا برؤوس أهلك به وأكثر ما يأتي أفعلت أن تجعله فاعلا. وهنا من المقلوب أي عضضت رؤوس أهلك به.