بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٩٥
بدر فعلى هذه الرواية يكون الكلام في معرض التذكرة له بأن من شأنه وشأن أهله أن يوسروا ولا يسلموا فيكف يدعون مع ذلك الهجرة فإن الهجرة بهذا الاعتبار منقطعة عنهم ولا يكون " يوم أسر " ظرفا لانقطاع الهجرة لان الهجرة إنما انقطعت بعد الفتح انتهى ولا يخفى ما فيه من التكلف والبعد.
وقال ابن أبي الحديد: " يوم أسر أخوك " يعني يزيد بن أبي سفيان أسر يوم الفتح في باب الخندمة وكان خرج في نفر من قريش يحاربون ويمنعون من دخول مكة فقتل منهم قوم وأسر يزيد بن أبي سفيان أسره خالد بن الوليد فخلصه أبو سفيان منه وأدخله داره فأمن لان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن.
قوله: " فاسترفه " أي اطلب الرفاهية على نفسك في ذلك فإنك إنما تستعجل إلى ما يضرك أو لا ترهق نفسك بالعجل فإني أزورك إن لم تزرني فكما قال أخو بني أسد.
قال ابن أبي الحديد: كنت أسمع قديما أن هذا البيت من شعر بشر بن أبي خازم الأسدي والآن فقد تصفحت شعره. فلم أجده ولا وقفت بعد على قائله.
" وريح حاصب " تحمل الحصباء وهي صغار الحصا وإذا كانت بين أغوار وهي ما سفل من الأرض وكانت مع ذاك ريح صيف كانت أعظم مشقة وأشد ضرارا على من تلاقيه.
[فأما قوله]: " وجلمود " يمكن أن يكون عطفا على حاصب وأن يكون عطفا على " أغوار " أي بين أغوار من الأرض وحرة وذلك أشد لأذاها لما تكتسبه الحرة من لفح السموم ووهجها والوجه الأول أليق. انتهى.
وقال الجوهري: الجلمد والجلمود: الصخر. وقال: أغضضته بسيفي أي ضربته به وعض الرجل بصاحبه يعض غضيضا أي لزمه.
وقال ابن أبي الحديد: أعضضته أي جعلته معضوضا برؤوس أهلك به وأكثر ما يأتي أفعلت أن تجعله فاعلا. وهنا من المقلوب أي عضضت رؤوس أهلك به.
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533