بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٩٣
منزلها لم تبتذل بين الاعراب وأهل الكوفة.
على أن عليا عليه السلام أكرمها وصانها وعظم من شأنها ولو كانت فعلت بعمر ما فعلت به ثم ظفر بها لقتلها ومزقها إربا إربا ولكن عليا عليه السلام كان حليما كريما.
وأما قوله: لو عاش رسول الله صلى الله عليه وآله إلى آخر فلعلي عليه السلام أن يقلب الكلام عليه ويقول: أفتراه لو عاش أكان رضي لحليلته أن تؤذي أخاه ووصيه.
وأيضا أتراه لو عاش أكان رضي لك يا ابن أبي سفيان أن تنازع عليا الخلافة وتفرق جماعة هذه الأمة.
وأيضا أتراه لو عاش أكان رضي لطلحة والزبير أن يبايعا ثم ينكثا لا بسبب بل قالوا: جئنا نطلب الدراهم فقد قيل لنا إن بالبصرة مالا كثيرا.
فأما قوله: " ثم تركك دار الهجرة " فلا عيب عليه إذا انتقضت عليه أطراف الاسلام بالبغي والفساد أن يخرج من المدينة إليها ويهذب أهلها وليس كل من خرج من المدينة كان خبيثا فقد خرج عنها عمر مرارا إلى الشام.
ثم لعلي عليه السلام أن يقول: وأنت يا معاوية قد نفتك المدينة أيضا فأنت إذا خبيث وكذلك طلحة والزبير وعائشة الذين تتعصب لهم وتحتج على الناس بهم.
وقد خرج عن المدينة الصالحون كابن مسعود وأبي ذر وغيرهما وماتوا في بلاد نائية عنها.
وأما قوله بعدت عن بركة الحرمين فكلام إقناعي ضعيف والواجب على الامام أن يقدم الأهم فالأهم من مصالح الاسلام وتقديم قتال أهل البغي على المقام في الحرمين أولى.
وأما ما ذكره من خذلان عثمان وشماتته به وإكراه الناس على البيعة فكله
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533