منزلها لم تبتذل بين الاعراب وأهل الكوفة.
على أن عليا عليه السلام أكرمها وصانها وعظم من شأنها ولو كانت فعلت بعمر ما فعلت به ثم ظفر بها لقتلها ومزقها إربا إربا ولكن عليا عليه السلام كان حليما كريما.
وأما قوله: لو عاش رسول الله صلى الله عليه وآله إلى آخر فلعلي عليه السلام أن يقلب الكلام عليه ويقول: أفتراه لو عاش أكان رضي لحليلته أن تؤذي أخاه ووصيه.
وأيضا أتراه لو عاش أكان رضي لك يا ابن أبي سفيان أن تنازع عليا الخلافة وتفرق جماعة هذه الأمة.
وأيضا أتراه لو عاش أكان رضي لطلحة والزبير أن يبايعا ثم ينكثا لا بسبب بل قالوا: جئنا نطلب الدراهم فقد قيل لنا إن بالبصرة مالا كثيرا.
فأما قوله: " ثم تركك دار الهجرة " فلا عيب عليه إذا انتقضت عليه أطراف الاسلام بالبغي والفساد أن يخرج من المدينة إليها ويهذب أهلها وليس كل من خرج من المدينة كان خبيثا فقد خرج عنها عمر مرارا إلى الشام.
ثم لعلي عليه السلام أن يقول: وأنت يا معاوية قد نفتك المدينة أيضا فأنت إذا خبيث وكذلك طلحة والزبير وعائشة الذين تتعصب لهم وتحتج على الناس بهم.
وقد خرج عن المدينة الصالحون كابن مسعود وأبي ذر وغيرهما وماتوا في بلاد نائية عنها.
وأما قوله بعدت عن بركة الحرمين فكلام إقناعي ضعيف والواجب على الامام أن يقدم الأهم فالأهم من مصالح الاسلام وتقديم قتال أهل البغي على المقام في الحرمين أولى.
وأما ما ذكره من خذلان عثمان وشماتته به وإكراه الناس على البيعة فكله