إن أولى الناس بهذا الامر قديما وحديثا أقربهم برسول الله صلى الله عليه وآله وأعلمهم بالكتاب وأقدمهم في الدين وأفضلهم جهادا وأولهم إيمانا وأشدهم إطلاعا بما تجهله الرعية عن أمرها فاتقوا الله الذي إليه ترجعون ولا تلبسوا الحق بالباطل لتدحضوا به الحق واعلموا أن خيار عباد الله الذين يعملون بما يعلمون وأن شرهم الجهلاء الذين ينازعون بالجهل أهل العلم.
ألا وإني أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وحقن دماء هذه الأمة فإن قبلتم أصبتم رشدكم وهديتم لحظكم وإن أبيتم إلا الفرقة وشق عصا هذه الأمة لم تزدادوا من الله إلا بعدا، ولم يزدد عليكم إلا سخطا والسلام.
قال فكتب إليه معاوية أما بعد فإنه:
ليس بيني وبين عمرو عتاب * غير طعن الكلى وحز الرقاب فلما وقف أمير المؤمنين عليه السلام على جوابه بذلك قال: " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ".
بيان: الحز بالحاء المهملة وبالجيم المعجمة: القطع.
399 - أمالي الطوسي: المفيد عن الكاتب عن الأجلح عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة بن يزيد الحماني قال: كتب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى معاوية بن أبي سفيان:
أما بعد فإن الله أنزل إلينا كتابه ولم يدعنا في شبهة ولا عذر لمن ركب ذنبا بجهالة والتوبة مبسوطة ولا تزر وازرة وزر أخرى وأنت ممن شرع الخلاف متماديا في غمرة الامل مختلف السر والعلانية رغبة في العاجل وتكذيبا بعد في الآجل وكأنك قد تذكرت ما مضى منك فلم تجد إلى الرجوع سبيلا.
وكتب صلوات الله عليه إلى عمرو بن العاص:
من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص أما بعد فإن الذي.
أعجبك مما باريت من الدنيا ووثقت به منها منقلب عنك فلا تطمئن إلى الدنيا