عطل الحقوق المؤكدة وركن إلى الأهواء المبتدعة وأخلد إلى الضلالة المحيرة.
ومن العجب أن تصف يا معاوية الاحسان وتخالف البرهان وتنكث الوثائق التي هي لله عز وجل طلبة وعلى عباده حجة مع نبذ الاسلام وتضييع الاحكام وطمس الاعلام والجري في الهوى والتهوس في الردى فاتق الله فيما لديك وانظر في حقه عليك وارجع إلى معرفة مالا تعذر بجهالته فإن للطاعة أعلاما واضحة وسبلا نيرة ومحجة نهجة وغاية مطلبة يردها الأكياس وتخالفها الانكاس من نكب عنها جار عن الحق وخبط في التيه وغير الله نعمته وأحل به نقمته فنفسك نفسك فقد بين الله لك سبيلك وحيث تناهت بك أمورك فقد أجريت إلى غاية خسر ومحلة كفر وإن نفسك قد أوحلتك شرا وأقحمتك غيا وأوردتك المهالك وأوعرت عليه المسالك.
ومن ذلك الكتاب: وإن للناس جماعة يد الله عليها وغضب الله على من خالفها فنفسك نفسك قبل حلول رمسك فإنك إلى الله راجع وإلى حشره مهطع وسيبهظك كربه ويحل بك غمه في يوم لا يغني النادم ندمه ولا يقبل من المعتذر عذره يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون.
399 - نهج البلاغة: فاتق الله فيما لديك إلى قوله: " وأوعرت عليك المسالك ".
توضيح: قال الفيروزآبادي: الشغب: تهييج الشر كالتشغيب وشغبهم وبهم وعليهم كمنع وفرح: هيج الشر عليهم. وشاغبه: شاره. وقال: المواربة:
المداهاة والمخاتلة. وفي أكثر النسخ: " موازرتي " أي موازرتي عليك.
والعضيهة: الإفك والبهتان. وركن إليه كعلم: مال. وأخلدت إلى فلان أي ركنت إليه وأخلد بالمكان: أقام. والطمس: إخفاء الأثر.
وقال الجوهري: الهوس: الطوفان بالليل والهوس: شدة الاكل. والهوس:
السوق اللين يقال: هست. الإبل فهاست أي ترعى وتسير. والهوس