وجرت بينهم مخاطبات فجعل بعضهم يرجع.
فأعطى أمير المؤمنين عليه السلام راية أمان مع أبي أيوب الأنصاري فناداهم أبو أيوب من جاء إلى هذه الراية أو خرج من بين الجماعة فهو آمن فرجع منهم ثمانية آلاف رجل فأمرهم أمير المؤمنين عليه السلام أن يتميزوا منهم وأقام الباقون على الخلاف وقصدوا إلى نهروان.
فخطب أمير المؤمنين عليه السلام [أهل الكوفة] واستنفرهم فلم يجيبوه فتمثل:
أمرتكم أمري بمنعرج اللوى * فلم تستبينوا النصح إلا ضحى الغد ثم استنفرهم فنفر ألفا رجل يقدم عدي بن حاتم وهو يقول:
إلى شر خلق من شراة تحزبوا * وعادوا إله الناس رب المشارق فوجه أمير المؤمنين عليه السلام نحوهم وكتب إليهم على يدي عبد الله بن أبي عقب:
والسعيد من سعدت به رغبته، والشقي من شقيت به رغبته (1) وخير الناس خيرهم لنفسه، وشر الناس شرهم لنفسه وليس بين الله وبين أحد [من خلقه] قرابة، وكل نفس بما كسبت رهينة.
فلما أتاهم أمير المؤمنين فاستعطفهم أبوا إلا قتاله وتنادوا أن دعوا مخاطبة علي و أصحابه وبارزوا الجنة (2) وصاحوا: الروح الرواح إلى الجنة.
و [كان] أمير المؤمنين عليه السلام يعبئ أصحابه ونهاهم أن يتقدم إليهم أحد.
وكان أول من خرج [من الخوارج للبراز] أخنس بن العزير الطائي (3) وجعل يقول: