أبيتم ذلك فقد جحدتم. فقالوا: هذه لك خرجت منها.
فقال: " وأما قولكم " إني شككت في نفسي حيث قلت للحكمين: أنظرا فإن كان معاوية أحق بها مني فأثبتاه " فإن ذلك لم يكن شكا مني ولكني أنصفت في القول قال الله تعالى: * (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) * [24 / السبأ: 34] ولم يكن ذلك شكا وقد علم الله أن نبيه على الحق. قالوا: وهذه لك.
قال: وأما قولكم: " إني جعلت الحكم إلى غيري وقد كنت عندكم أحكم الناس " فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله قد جعل الحكم إلى سعد يوم بني قريظة وقد كان أحكم الناس. وقد قال الله تعالى: * (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) * [21 / الأحزاب: 33] فتأسيت برسول الله صلى الله عليه وآله. قالوا: وهذه لك بحجتنا.
قال: وأما قولكم: " اني حكمت في دين الله الرجال " فما حكمت الرجال وإنما حكمت كلام ربي الذي جعله الله حكما بين أهله وقد حكم الله الرجال في طائر فقال: * (ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم) * [95 / المائدة: 5] فدماء المسلمين أعظم من دم طائر.
قالوا: وهذه لك بحجتنا.
قال: وأما قولكم: " إني قسمت يوم البصرة لما أظفرني الله بأصحاب الجمل الكراع والسلاح ومنعتكم النساء والذرية " فإني مننت على أهل البصرة كما من رسول الله صلى الله عليه وآله على أهل مكة فإن عدوا علينا أخذناهم بذنوبهم ولم نأخذ صغيرا بكبير؟! وبعد فأيكم كان يأخذ عائشة في سهمه قالوا:
وهذه لك بحجتنا.
قال: وأما قولكم: " إني كنت وصيا فضيعت الوصية " فأنتم كفرتم وقدمتم علي وأزلتم الامر عني وليس على الأوصياء الدعاء إلى أنفسهم إنما يبعث الله الأنبياء صلوات الله عليهم فيدعون إلى أنفسهم والوصي مدلول عليه مستغن عن الدعاء إلى نفسه وذلك لمن آمن بالله ورسوله صلى الله عليه