ثم قال لعبد الله بن جعفر قم فتكلم فقام عبد الله وقال:
أيها الناس إن هذا الامر كان النظر فيه إلى علي والرضا فيه لغيره فجئتم بعبد الله بن قيس فقلتم: لا نرضى إلا بهذا فارض به فإنه رضانا وأيم الله ما استفدناه علما ولا انتظرنا منه غائبا ولا أملنا ضعفه ولا رجونا به صاحبه ولا أفسد بما عملا العراق ولا أصلحا الشام ولا أماتا حق علي ولا أحييا باطل معاوية ولا يذهب الحق رقية راق ولا نفحة شيطان وإنا اليوم لعلى ما كنا عليه أمس وجلس.
نوف البكالي عن أمير المؤمنين أنه نادى بعد الخطبة بأعلا صوته الجهاد الجهاد عباد الله ألا وإني معسكر في يومي هذا فمن أراد الرواح إلى الله فليخرج.
قال نوف وعقد للحسين عليه السلام في عشرة آلاف ولقيس بن سعد في عشرة آلاف ولأبي أيوب الأنصاري في عشرة آلاف ولغيرهم على أعداد اخر وهو يريد الرجعة إلى صفين فما دارت الجمعة حتى ضربه الملعون ابن ملجم لعنه الله فتراجعت العساكر.
بيان: قال في النهاية: في حديث منصور: وجاء الغلام وعليه قرطق أبيض أي قباء وهو تعريب " كرته " وقد تضم طائه وإبدال القاف من الهاء في الأسماء المعربة كثير ومنه حديث الخوارج: " كأني أنظر إليه حبشي عليه قريطق " هو تصغير قرطق.
619 - كشف الغمة: قال ابن طلحة: لما عاد أمير المؤمنين من صفين إلى الكوفة بعد إقامة الحكمين أقام ينتظر انقضاء المدة التي بينه وبين معاوية ليرجع إلى مقاتلته والمحاربة إذ انخزلت طائفة من خاصة أصحابه في أربعة آلاف فارس وهم العباد والنساك فخرجوا من الكوفة وخالفوا عليا عليه السلام