النهروان.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا ابن عباس امض إلى هؤلاء القوم فانظر ما هم عليه ولماذا اجتمعوا فلما وصل إليهم قالوا: ويلك يا ابن عباس أكفرت بربك كما كفر صاحبك علي بن أبي طالب وخرج خطيبهم عتاب بن الأعور الثعلبي فقال ابن عباس: من بنى الاسلام فقال: الله ورسوله فقال:
النبي أحكم أموره وبين حدوده أم لا؟ قال: بلى قال: فالنبي بقي في دار الاسلام أم ارتحل قال: بل ارتحل قال: فأمور الشرع ارتحلت معه أم بقيت بعده قال: بل بقيت. قال: وهل قام أحد بعده بعمارة ما بناه؟ قال: نعم الذرية والصحابة. قال: أفعمروها أو خربوها؟ قال: بل عمروها قال: فالآن هي معمورة أم خراب؟ قال: بل خراب. قال: خربها ذريته أم أمته؟
قال بل أمته قال: وأنت من الذرية أو من الأمة؟ قال: من الأمة قال: أنت من الأمة وخربت دار الاسلام فكيف ترجو الجنة؟ وجرى بينهم كلام كثير.
فحضر أمير المؤمنين عليه السلام في مائة رجل فلما قابلهم خرج إليه ابن الكواء في مائة رجل فقال عليه السلام: أنشدكم الله هل تعلمون حيث رفعوا المصاحف فقلتم نجيبهم إلى كتاب الله فقلت لكم إني أعلم بالقوم منكم وذكر مقاله إلى أن قال:
فلا أبيتم إلا الكتاب اشترطت على الحكمين أن يحييا ما أحيا القرآن وأن يميتا ما أمات القرآن فإن حكما بحكم القرآن فليس لنا أن نخالف حكمه وإن أبيا فنحن منه براء.
فقالوا له: أخبرنا أتراه عدلا تحكيم الرجال في الدماء؟ فقال: إنا لسنا الرجال حكمنا وإنما حكمنا القرآن والقرآن إنما هو خط مسطور بين دفتين لا ينطق إنما يتكلم به الرجال قالوا: فأخبرنا عن الاجل لم جعلته فيما بينك وبينهم؟ قال: ليعلم الجاهل ويتثبت العالم ولعل الله يصلح في هذه المدة هذه الأمة.