615 - الخرائج: روي أن عليا عليه السلام لما سار إلى النهروان شك رجل يقال له جندب فقال له علي عليه السلام: ألزمني ولا تفارقني فلزمه فلما دنوا من قنطرة النهروان نظر علي عليه السلام قبل زوال الشمس إلى قنبر يؤذنه بالصلاة فنزل وقال: ائتني بماء فقعد يتوضأ فأقبل فارس وقال: قد عبر القوم فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما عبروا ولا يعبرونها ولا يفلت منهم إلا دون العشرة ولا يقتل منكم إلا دون العشرة والله ما كذبت ولا كذبت.
فتعجب الناس فقال جندب: إن صح ما قال علي [عليه السلام] فلا أحتاج إلى دليل غيره فبينما هم كذلك إذ أقبل فارس فقال: يا أمير المؤمنين القوم على ما ذكرت لم يعبروا القنطرة فصلى بالناس الظهر وأمرهم بالمسير إليهم فقال جندب: قلت لا يصل إلى القنطرة قبلي أحد فركضت فرسي فإذا هم دون القنطرة وقوف فكنت أول من رمى فقتلوا كلهم إلا تسعة وقتل من أصحابنا تسعة.
ثم قال علي عليه السلام: أطلبوا ذا الثدية فطلبوه فلم يجدوه فقال: أطلبوا فوالله ما كذبت ولا كذبت ثم قام فركب البغلة نحو قتلى كثير فقال: اقلبوها فاستخرجوا ذا الثدية فقال: الحمد لله [الذي] عجلك إلى النار.
وقد كان الخوارج خرجوا عليه قبل ذلك بجانب الكوفة في حروراء وكانوا إذ ذاك اثنى عشر ألفا قال: فخرج إليهم أمير المؤمنين عليه السلام في ازاره وردائه راكبا البغلة!! فقيل [له]: القوم شاكون في السلاح أتخرج إليهم كذلك؟ قال: إنه ليس بيوم قتالهم وصار إليهم بحروراء وقال لهم: ليس اليوم أوان قتالكم وستفترقون حتى تصيروا أربعة آلاف فتخرجون علي في مثل هذا اليوم في مثل هذا الشهر فأخرج إليكم بأصحابي فأقاتلكم حتى لا يبقى منكم إلا دون عشرة ويقتل من أصحابي يومئذ دون عشرة هكذا أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يبرح من مكانه حتى تبرأ بعضهم من بعض وتفرقوا إلى أن صاروا أربعة آلاف بالنهروان.
616 - الخرائج: روي عن جندب بن زهير الأزدي قال: لما فارقت الخوارج