وقال [عمر] لكعب: أخرج قاضيا على البصرة فلم يزل عليها حتى قتل عثمان فلما كان يوم الجمل خرج مع أهل البصرة وفي عنقه مصحف فقتل هو يومئذ وثلاثة إخوة له أو أربعة فجاءت أمهم فوجدتهم في القتلى فحملتهم وجعلت تقول:
أيا عين أبكي بدمع سرب * على فتية من خيار العرب فما ضرهم غير حين النفوس * وأي امرء لقريش غلب 158 - أمالي الطوسي: المفيد عن علي بن محمد الكاتب عن الحسن بن علي الزعفراني عن الثقفي عن إبراهيم بن عمر قال: حدثني أبي عن أخيه عن بكر بن عيسى قال:
لما اصطفت الناس للحرب بالبصرة خرج طلحة والزبير في صف أصحابهما فنادى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الزبير بن العوام فقال له: يا أبا عبد الله ادن مني لافضى إليك بسر عندي. فدنا منه حتى اختلفت أعناق فرسيهما فقال أمير المؤمنين. نشدتك الله إن ذكرتك شيئا فذكرته أما تعترف به؟ فقال له: نعم. فقال: أما تذكر يوما كنت مقبلا علي بالمدينة تحدثني إذ خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرآك معي وأنت تبسم إلي فقال لك:
يا زبير أتحب عليا؟ فقلت: وكيف لا أحبه وبيني وبينه من النسب والمودة في الله ما ليس لغيره. فقال: إنك ستقاتله وأنت له ظالم. فقلت: أعوذ بالله من ذلك فنكس الزبير رأسه ثم قال: إني أنسيت هذا المقام فقال له أمير المؤمنين:
دع هذا أفلست بايعتني طائعا؟ قال: بلى قال: أفوجدت مني حدثا يوجب مفارقتي؟ فسكت ثم قال: لا جرم والله لا قاتلتك. ورجع متوجها نحو البصرة فقال له طلحة: مالك يا زبير؟ مالك تنصرف عنا سحرك ابن أبي طالب؟ فقال: لا ولكن ذكرني ما كان أنسانيه الدهر واحتج علي ببيعتي له.
فقال له طلحة: لا ولكن جبنت وانتفخ سحرك!!!