ثم خرج [الزبير] راجعا فمر بوادي السباع وفيه الأحنف بن قيس قد اعتزل في بني تميم فأخبر الأحنف بانصرافه فقال: ما أصنع به إن كان الزبير لف بين غارين (1) من المسلمين وقتل أحدهما بالآخر ثم هو يريد اللحاق بأهله فسمعه ابن جرموز فخرج هو ورجلان معه وقد كان لحق بالزبير رجل من كلب ومعه غلامه فلما أشرف ابن جرموز وصاحباه على الزبير حرك الرجلان رواحلهما وخلفا الزبير وحده فقال لهما الزبير: ما لكما؟ هم ثلاثة ونحن ثلاثة.
فلما أقبل ابن جرموز قال له الزبير: إليك عني فقال ابن جرموز: يا أبا عبد الله إنني جئتك أسألك عن أمور الناس؟ قال: تركت الناس على الركب يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف. قال ابن جرموز: يا أبا عبد الله أخبرني عن أشياء أسألك عنها. قال: هات. قال: أخبرني عن خذلك عثمان وعن بيعتك عليا وعن نقضك بيعته وعن إخراجك أم المؤمنين وعن صلاتك خلف ابنك وعن هذه الحرب الذي جنيتها وعن لحوقك بأهلك؟
قال: أما خذلي عثمان فأمر قدم الله فيه الخطيئة وأخر فيه التوبة.
وأما بيعتي عليا فلم أجد منها بدا إذ بايعه المهاجرون والأنصار.
وأما نقضي بيعته فإنما بايعته بيدي دون قلبي.
وأما إخراجي أم المؤمنين فأردنا أمرا وأراد الله غيره.
وأما صلاتي خلف ابني فإن خالته قدمته.
فتنحى ابن جرموز وقال قتلني الله ن لم أقتلك.
توضيح: قال [ابن الأثير] في [مادة؟ عور من كتاب] النهاية في حديث علي (عليه السلام) يوم الجمل: " ما ظنك بامرء مع بين؟ ذين الغارين " أي