بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٧٢
استقامت لك العرب كنت كمن كان قبلك، وإن وكلت إلى المسير فقد أعذرت.
فأجابه (عليه السلام) بعذره في المسير ثم خرج لما سمع توجه طلحة والزبير إلى البصرة وتمكث حتى عظم جيشه وأغد السير في طلبهم فجعلوا لا يرتحلون من منزل إلا نزله (1) حتى نزل بذي قار فقال: والله إنه ليحزنني أن أدخل على هؤلاء في قلة من معي فأرسل إلى الكوفة الحسن بن علي (عليه السلام) وعمار بن ياسر وقيس بن سعد وكتب إليهم كتابا.
فقدموا الكوفة فخطب الناس الحسن بن علي عليهما السلام فحمد الله وأثنى عليه وذكر عليا وسابقته في الاسلام وبيعة الناس له وخلاف من خالفه ثم أمر بكتاب علي عليه السلام فقرئ عليهم:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإني أخبركم عن أمر عثمان حتى يكون سمعه عيانه إن الناس طعنوا عليه وكنت رجلا من المهاجرين أكثر استعتابه وأقل عيبه، وكان هذان الرجلان أهون سيرهما فيه الوجيف وقد كان من أمر عائشة فلتة على غضب فأتيح له قوم فقتلوه.
ثم إن الناس بايعوني غير مستكرهين وكان هذان الرجلان أول من فعل على ما بويع عليه من كان قبلي.
ثم إنهما استأذناني في العمرة وليسا يريدانها فنقضا العهد وآذنا بحرب وأخرجا عائشة من بيتها ليتخذانها فئة وقد سارا إلى البصرة اختيارا لها وقد سرت إليكم اختيارا لكم ولعمري ما إياي تجيبون ما تجيبون إلا الله ورسوله ولن أقاتلهم وفي نفسي منهم حاجة.
وقد بعثت إليكم بالحسن بن علي وعمار بن ياسر وقيس بن سعد

(1) في اللفظ تسامح، والمستفاد من كتب التاريخ أن البعد بينهما في الارتحال والإقامة كان أكثر من منزل ورحيل.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447