(عليه السلام): فقدموا على عمالي وخزان بيت مال المسلمين الذي في يدي وعلى أهل مصر كلهم في طاعتي وعلى بيعتي فشتتوا كلمتهم وأفسدوا علي جماعتهم ووثبوا على شيعتي فقتلوا طائفة منهم غدرا وطائفة عضوا على أسيافهم فضاربوا حتى لقوا الله صادقين.
توضيح: شتته: فرقه. وقال [ابن الأثير] في النهاية: أصل العض:
اللزوم يقال: " عض عليه عضا وعضيضا " إذا لزمه انتهى أي طائفة من الشيعة لزموا سيوفهم ويروى " طائفة " بالنصب أي وقتلوا طائفة شأنهم ذلك.
55 - نهج البلاغة: ومن كلام له (عليه السلام) كلم به بعض العرب وقد أرسله قوم من أهل البصرة لما قرب (عليه السلام) منها يعلم لهم منه حقيقة حاله مع أصحاب الجمل لتزول الشبهة من نفوسهم فبين له (عليه السلام) من أمره معهم ما علم به أنه على الحق ثم قال له: بايع. فقال: إني رسول قوم ولا أحدث حدثا حتى أرجع إليهم فقال (عليه السلام): أرأيت لو أن الذين وراءك بعثوك رائدا تبتغي لهم مساقط الغيث فرجعت إليهم وأخبرتهم عن الكلأ والماء فخالفوك إلى المعاطش والمجادب ما كنت صانعا؟ قال: كنت تاركهم ومخالفهم إلى الكلأ والماء. فقال له (عليه السلام): فامدد إذا يدك.
فقال الرجل: فوالله ما استطعت؟ أن أمتنع عند قيام الحجة علي فبايعته عليه السلام (1).
والرجل يعرف بكليب الجرمي.