بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٧٥
49 - نهج البلاغة: ومن كلام له (عليه السلام) قال لعبد الله بن العباس لما أنفذه إلى الزبير يستفيئه إلى طاعته قبل حرب الجمل:
لا تلقين طلحة فإنك إن تلقه تجده كالثور عاقصا قرنه يركب الصعب ويقول هو الذلول ولكن ألق الزبير فإنه ألين عريكة فقل له: يقول لك ابن خالك: عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق فما عدا مما بدا.
قال السيد رضي الله عنه: هو أول من سمعت منه هذه الكلمة أعني:
فما عدا مما بدا.
بيان يستفيئه أي يسترجعه. " إن تلقه تجده " [و] في رواية: " إن تلفه " تلفه بالفاء أي تجده " عاقصا " أي عاطفا قد التوى قرناه على أذنيه يقال:
عقص شعره أي ضفره وفتله والأعقص من التيوس وغيرها: ما التوى قرناه على أذنيه من خلفه. " وعاقصا " إما مفعول ثان لتجده أو حال عن الثور. " يركب الصعب " أي يستهين المستصعب من الأمور. والعريكة: والطبيعة.
والتعبير بابن الخال كقول هارون لموسى: " يا بن أم " للاستمالة بالأذكار بالنسب والرحم.
قوله (عليه السلام): " فما عدا مما بدا " قال ابن أبي الحديد: معنى الكلام: فما صرفك عما بدا منك أي ظهر أي ما الذي صدك عن طاعتي بعد إظهارك لها " ومن " ها هنا بمعنى " عن " وقد جاءت في كثير من كلامهم وحذف ضمير المفعول كثير جدا.
وقال الراوندي له: معنيان: أحدهما: ما الذي منعك مما كان قد بدا منك من البيعة قبل هذه الحالة. الثاني: ما الذي عاقك من البداء الذي يبدو

٤٩ - ذكره السيد الرضي رحمه الله في المختار: (٣١) من كتاب نهج البلاغة.
وللكلام مصادر وأسانيد ذكر بعضها في المختار: (٩٤) من كتاب نهج السعادة:
ج ١
، ص 306 ط 2.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447