قال: فأتى أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره فقال: ناقلني سلاحك بسلاحي فناقله قال: وركب أمير المؤمنين على فرس العباس ودفع فرسه وبرز إلى الشاميين فلم يشكا أنه العباس فقالا له: أذن لك سيدك فتحرج أن يقول نعم فقال: * (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) * [39 / الحج: 22]. قال: فبرز إليه أحدهما فكأنما اختطفه ثم برز إليه الثاني فألحقه بالأول وانصرف وهو يقول: * (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) * [194 / البقرة: 2] ثم قال: يا عباس خذ سلاحك وهات سلاحي.
قال: ونمى الخبر إلى معاوية فقال: قبح الله اللجاج إنه لقعود ما ركبته قط إلا خذلت.
فقال عمرو بن العاص: المخذول والله اللخميان لا أنت. قال: اسكت أيها الشيخ فليس هذه من ساعاتك. قال: فإن لم يكن فرحم الله اللخميين وما أراه يفعل. قال: ذلك والله أضيق لحجرك وأخسر لصفقتك. قال أجل ولولا مصر لقد كانت المنجاة منها. فقال: هي والله أعمتك ولولاها لألفيت بصيرا.
بيان [و] رواه ابن أبي الحديد عن ابن قتيبة من كتاب عيون الأخبار عن أبي الأغر بأدنى تغيير وزاد بعد قوله: " من إجابة عدوك ": ثم تغيظ واستطار حتى قلت الساعة الساعة ثم سكن وتطامن ورفع يديه مبتهلا وقال: اللهم اشكر للعباس مقامه واغفر له ذنبه. وساق الخبر إلى قوله: " فقال علي: فوالله لود معاوية ".
والمخيلة: الظن والكبر. والعريض كسكيت: من يتعرض للناس بالشر أي يمنع عنك ظن المتعرض للشر وكبره وخيلاءه ضربة أو شجة موضحة عن العظم أو كلام بلسانك فإن الكلام الأصيل في التأثير كأرعب الكلم أي الجرح وفي بعض النسخ " قارعة الكلم " بالقاف أو الفاء أي تفوقه وتزيد عليه والأول أظهر. والعصب: الطي الشديد. والقلاقل بالضم: السريع التحرك.
ودلف: مشى بتثاقل كمشي الشيخ. ودلفت الكتيبة في الحرب: تقدمت.