بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٥٩٣
قال: فأتى أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره فقال: ناقلني سلاحك بسلاحي فناقله قال: وركب أمير المؤمنين على فرس العباس ودفع فرسه وبرز إلى الشاميين فلم يشكا أنه العباس فقالا له: أذن لك سيدك فتحرج أن يقول نعم فقال: * (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) * [39 / الحج: 22]. قال: فبرز إليه أحدهما فكأنما اختطفه ثم برز إليه الثاني فألحقه بالأول وانصرف وهو يقول: * (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) * [194 / البقرة: 2] ثم قال: يا عباس خذ سلاحك وهات سلاحي.
قال: ونمى الخبر إلى معاوية فقال: قبح الله اللجاج إنه لقعود ما ركبته قط إلا خذلت.
فقال عمرو بن العاص: المخذول والله اللخميان لا أنت. قال: اسكت أيها الشيخ فليس هذه من ساعاتك. قال: فإن لم يكن فرحم الله اللخميين وما أراه يفعل. قال: ذلك والله أضيق لحجرك وأخسر لصفقتك. قال أجل ولولا مصر لقد كانت المنجاة منها. فقال: هي والله أعمتك ولولاها لألفيت بصيرا.
بيان [و] رواه ابن أبي الحديد عن ابن قتيبة من كتاب عيون الأخبار عن أبي الأغر بأدنى تغيير وزاد بعد قوله: " من إجابة عدوك ": ثم تغيظ واستطار حتى قلت الساعة الساعة ثم سكن وتطامن ورفع يديه مبتهلا وقال: اللهم اشكر للعباس مقامه واغفر له ذنبه. وساق الخبر إلى قوله: " فقال علي: فوالله لود معاوية ".
والمخيلة: الظن والكبر. والعريض كسكيت: من يتعرض للناس بالشر أي يمنع عنك ظن المتعرض للشر وكبره وخيلاءه ضربة أو شجة موضحة عن العظم أو كلام بلسانك فإن الكلام الأصيل في التأثير كأرعب الكلم أي الجرح وفي بعض النسخ " قارعة الكلم " بالقاف أو الفاء أي تفوقه وتزيد عليه والأول أظهر. والعصب: الطي الشديد. والقلاقل بالضم: السريع التحرك.
ودلف: مشى بتثاقل كمشي الشيخ. ودلفت الكتيبة في الحرب: تقدمت.
(٥٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 588 589 590 591 592 593 594 595 596 597 598 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447