حواجبهم على الصدور والأذقان أين أهل الصبر وطلاب الاجر (1).
وصارت إليه عصابة من المسلمين فعادت ميمنته إلى موقفها ومصافها وكشفت من بإزائها فأقبل حتى انتهى إليهم وقال عليه السلام: " إني رأيت جولتكم ".
وساق [الحديث] نحو ما مر إلى قوله: " فأزلتموهم من مصافهم كما أزالوكم وأنتم تضربونهم بالسيوف حتى ركب أولهم آخرهم كالإبل المطرودة الهيم الآن فاصبروا نزلت عليكم السكينة وثبتكم الله باليقين وليعلم المنهزم بأنه مسخط ربه وموبق نفسه، إن في الفرار موجدة الله والذل اللازم والعار الباقي وإن الفار لغير مزيد في عمره ولا محجوز بينه وبين يومه ولا يرضى ربه ولموت الرجل محقا قبل إتيان هذه الخصال خير من الرضا بالتلبس بها والاقرار عليها.
427 - وفى النهج: وأنتم لهاميم العرب ويآفيخ الشرف والأنف المقدم، والسنام الأعظم، ولقد شفا وحاوح صدري أن رأيتكم بآخرة تحوزونهم كما حازوكم وتزيلونهم عن مواقفهم كما أزالوكم حسا بالنصال وشجرا بالرماح تركب أولاهم أخرهم كالإبل الهيم المطرودة ترمى عن حياضها وتذاد عن مواردها (2).
428 - وقد روى المفيد في الارشاد الكلام الأول إلى قوله: " أين أهل النصر أين طلاب الاجر " وسيأتي شرحه عند إيراد ما رواه الرضي رضي الله عنه. ويقال:
جال جولة: أي طاف. وانحاز عنه أي عدل وانحاز القوم أي تركوا مراكزهم والجفاة: هم الذين بعدوا عن الآداب الحسنة. والطغام: الأراذل. وفي الكافي: الطغاة. واللهاميم: جمع لهموم وهو الجواد من الناس والخيل.