بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٤٩٥
حواجبهم على الصدور والأذقان أين أهل الصبر وطلاب الاجر (1).
وصارت إليه عصابة من المسلمين فعادت ميمنته إلى موقفها ومصافها وكشفت من بإزائها فأقبل حتى انتهى إليهم وقال عليه السلام: " إني رأيت جولتكم ".
وساق [الحديث] نحو ما مر إلى قوله: " فأزلتموهم من مصافهم كما أزالوكم وأنتم تضربونهم بالسيوف حتى ركب أولهم آخرهم كالإبل المطرودة الهيم الآن فاصبروا نزلت عليكم السكينة وثبتكم الله باليقين وليعلم المنهزم بأنه مسخط ربه وموبق نفسه، إن في الفرار موجدة الله والذل اللازم والعار الباقي وإن الفار لغير مزيد في عمره ولا محجوز بينه وبين يومه ولا يرضى ربه ولموت الرجل محقا قبل إتيان هذه الخصال خير من الرضا بالتلبس بها والاقرار عليها.
427 - وفى النهج: وأنتم لهاميم العرب ويآفيخ الشرف والأنف المقدم، والسنام الأعظم، ولقد شفا وحاوح صدري أن رأيتكم بآخرة تحوزونهم كما حازوكم وتزيلونهم عن مواقفهم كما أزالوكم حسا بالنصال وشجرا بالرماح تركب أولاهم أخرهم كالإبل الهيم المطرودة ترمى عن حياضها وتذاد عن مواردها (2).
428 - وقد روى المفيد في الارشاد الكلام الأول إلى قوله: " أين أهل النصر أين طلاب الاجر " وسيأتي شرحه عند إيراد ما رواه الرضي رضي الله عنه. ويقال:
جال جولة: أي طاف. وانحاز عنه أي عدل وانحاز القوم أي تركوا مراكزهم والجفاة: هم الذين بعدوا عن الآداب الحسنة. والطغام: الأراذل. وفي الكافي: الطغاة. واللهاميم: جمع لهموم وهو الجواد من الناس والخيل.

(1) وقريبا منه جدا رواه الشيخ المفيد - كما يشير المصنف إليه قريبا - في الفصل: (34) مما اختار من كلام أمير المؤمنين في كتاب الارشاد، ص 142.
(2) رواه السيد الرضي رحمه الله في المختار: (105) من نهج البلاغة.
وقريبا منه مع زيادات رواه الطبري بسنده عن أبي مخنف، عن مالك بن أعين الجهني عن زيد بن وهب كما في تاريخ الأمم والملوك: ج 1، ص 3301، وفي طبع الحديث ببيروت: ج 5 ص 25.
(٤٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447