بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٤٨٤
جزاك إله الناس خيرا فقد وفت * يداك بفضل ما هناك جزيل فقال عليه السلام [يا أبا الحارث] شد الله ركنك احمل على أهل الشام حتى تأتي أصحابك فتقول لهم: إن أمير المؤمنين عليه السلام يقرأ عليكم السلام ويقول لكم: هللوا وكبروا من ناحيتكم ونهلل ونكبر من ناحيتنا واحملوا ونحمل عليهم فضرب الجعفي فرسه وقاتلهم حتى خلص إلى أصحابه فلما رأوه استبشروا به وفرحوا وقالوا: ما فعل أمير المؤمنين؟ قال: صالح يقرئكم السلام ويقول: هللوا وكبروا واحملوا حملة رجل واحد ونحمل من جانبنا ففعلوا ما أمرهم به وهللوا وكبروا وهلل علي وكبر هو وأصحابه وحمل على أهل الشام وحملوهم من وسط أهل الشام فانفرج القوم عنهم وخرجوا وما أصيب منهم رجل واحد ولقد قتل من فرسان الشام يومئذ زهاء سبعمائة نفر وكان علي عليه السلام من أعظم الناس اليوم عناء.
قال: وكان علي لا يعدل بربيعة أحدا من الناس فشق ذلك على مضر وأظهروا لهم القبيح وأبدوا ذات أنفسهم.
فقام أبو الطفيل عامر بن واثلة وعمير بن عطارد وقبيصة بن جابر وعبد الله بن الطفيل في وجوه قبائلهم فأتوا عليا عليه السلام فتكلم أبو الطفيل فقال: إنا والله يا أمير المؤمنين ما نحسد قوما خصهم الله منك بخير وإن هذا الحي من ربيعة قد ظنوا أنهم أولى بك منا فاعفهم عن القتال أياما واجعل لكل امرئ منا يوما نقاتل فيه فإنا إذا اجتمعنا اشتبه عليك بلاؤنا فقال عليه السلام نعم أعطيكم ما طلبتم. وأمر ربيعة أن تكف عن القتال وكانت بإزاء اليمن من صفوف الشام.
فغدا أبو الطفيل في قومه من كنانة وهم جماعة عظيمة فتقدم أمام الخيل واقتتلوا قتالا شديدا ثم انصرف إلى علي عليه السلام وأثنى عليه خيرا.
(٤٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447